نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 311
لأبيه. وإذ خرج له "الناهي" مرتين وثالثة، كسر القداح وضرب بها وجه الصنم وقال: لو كان المقتول أبوك ما عقتني، لعنت ولعن أبوك، وانصرف ثائرًا يقول:
لو كنت يا ذا الخلصة الموتورا ... وكان شيخك المقبورا
لم تنهَ عن قتل العداة زورا
ثم غزا بني أسد وانتصر عليهم[1].
ويروى أنه كان لمزينة صنم يسمى "نهم" وله سادن خزاعي، فلما سمع بأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ودينه الجديد، ثار على الصنم وكسره، وأنشد يقول:
ذهبت إلى نهم لأذبح عنده ... عتيرة نسك كالذي كنت أفعل
فقلت لنفسي حين راجعت عقلها: ... أهذا إله؟ أبكم ليس يعقل
أبيت، فديني اليوم دين محمد ... إله السماء الماجد المتفضل
ومن الروايات التي يذكرها الأخباريون في هذا المعنى، أنه كان لبني حنيفة صنم من تمر عبدوه دهرًا، فلما حلت بهم مجاعة أكلوه، فقال شاعر في ذلك:
أكلت حنيفة ربها ... زمن التقحم والمجاعة
وأن غاوي بن عبد العزى رأى ثعلبًا يبول على صنم، فقال:
أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب
من هذه الأمثلة، يتضح لنا أن العرب قبيل الإسلام لم يكن في قلوبهم خشوع حقيقي، ولا تعبد صادق لآلهتهم الوثنية، بل إن الحوادث تدل على أنهم أخذوا يشعرون في أعماق نفوسهم بحاجتهم إلى إله أجل وأسمى من هذه الأصنام، التي لا تملك نفعًا ولا ضرًّا كثيرًا. لقد كان كثير من العرب يشعرون بفراغ روحي، وينتظرون ديانة جديدة تتلاءم مع تطورهم الفكري، وتملأ هذا الفراغ. [1] ابن الكلبي: 35، 37، 45.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 311