نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 28
ولقد تغنى الشعراء العرب قديمًا بنسيم نجد العليل وأسهبوا في وصفه، ولهجوا بذكر هذه البلاد وترنموا برباها وريا عطرها[1]. فالمناخ في نجد معتدل جاف على العموم، غير أنه يختلف من مكان إلى آخر باختلاف الموقع الجغرافي، فمنطقة الحريق كاسمها شديدة الحر ومثلها وادي الدواسر، بينما تكون منطقة حائل والقصيم لطيفة المناخ[2].
على أن منطقة اليمامة -في نظر الباحثين- إنما هي جزء من إقليم أكثر شمولًا هو إقليم العروض, ويشمل اليمامة والبحرين والإحساء وشبه جزيرة قطر. وفي هذا الإقليم من المرتفعات هضبة الصمان التي تمتد موازية لساحل الخليج العربي وهضبة طويق في الوسط الجنوبي. [1] يقول عبد الله بن الدمينة الخثعمي:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... لقد زادني مسراك وجدًا على وجد
ويقول الصمة بن عبد الله:
بنفسي تلك الأرض ما أطيبَ الربا ... وما أحسنَ المصطاف والمتربعا [2] حافظ وهبة: المصدر نفسه، ص 45.
الألوسي: المصدر نفسه، 196، 198.
الحرات:
ويشاهد في شبه جزيرة العرب ما يطلق عليه اسم "الحرات أو الحرار" "مفردها: حَرَّة"، وهي تكوِّن مظهرًا مهما من المظاهر الطبيعية فيها وبخاصة في الحجاز واليمن.
وهي مناطق تقوم عند أفواه البراكين الخامدة، وقد تشكلت من تفتت اندفاعاتها "اللافا"، حيث تسيل اللافا إلى الأطراف فتبرد ثم تتفتت بفعل التقلبات الجوية فتكوِّن ركامًا من الحجارة البركانية يغطي الأرض بطبقات سميكة أو رقيقة. وقد وصفها العلماء فقالوا: "الحرة: أرض ذات حجارة سوداء نخرة كأنها أحرقت بالنار" ويصفها ياقوت الحموي بقوله: "الحرة: الأرض التي ألبستها الحجارة السود ... وتكون الحرة مستديرة فإذا كان فيها شيء مستطيل ليس بواسع فذلك الكراع, والكراع: أعناق البراكين". والواضح أن شبه الجزيرة قد شهدت في قديم الأزمنة نشاطًا بركانيا واسع النطاق، ويروى أن بعض البراكين لم يزل ثائرًا حتى العهد الأموي "حرة النار في عهد عثمان بن عفان". وقد أشار
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 28