نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 244
وقد وجد في مكة أثرياء كبار نعموا بالحياة الدنيا وغرقوا في الترف، مثل عبد الله بن جدعان، الذي لم يكن يشرب إلا بكأس من الذهب فعرف باسم "حاسي الذهب", والوليد بن المغيرة المخزومي، وقد اشتهر بنو مخزوم بالثروة والمال، وأبو أحيحة الذي أورث بناته أموالًا طائلة، فأصبحن من أغنى أغنياء مكة، وعبد المطلب بن هاشم الذي بلغ ثمن الحلل التي كُفِّن بها ألف مثقال من الذهب، وطرح على جثمانه المسك حتى غمره[1].
ومن التجارة التي راجت في مكة تجارة الرقيق، فأصبحت أكبر سوق لها. كما اصطبغت مكة بصبغة دولية؛ لكثرة ما كان يرتادها من غرباء جاءوا من أمم ومن أصقاع مختلفة، وأصبحت تعج بهم عجًّا، بينهم فرس وروم وأحباش وزنوج، كما كان منهم النصارى واليهود، يشكلون جاليات جاء أفرادها للتجارة أو للعمل اليدوي في البناء والزراعة والصناعة، أو جاء بعضهم هربا من الاضطهادات الدينية في بلادهم الأصلية، مثل المسيحيين واليهود، وهذا ما يفسر لنا ما دخل لغة قريش من ألفاظ رومية أو فارسية أو حبشية أوغيرها. [1] أحمد إبراهيم الشريف، المصدر نفسه، ص213.
Dermenghem: Ibid. , P, 32. أسواق العرب
مدخل
... أسواق العرب:
كان للعرب أسواق تجارية عامة، يقصدها الناس من شتى أنحاء شبه الجزيرة للبيع والشراء. وقد اختيرت لها الأماكن المناسبة، من حيث الاتساع والقرب من المدن المتحضرة وتوفر الماء. وهي تكون عادة محاذية للسواحل، حيث المنخفضات التي تتجمع فيها السيول الهابطة من المرتفعات المجاورة، أو مجاورة للوديان التي تتوفر فيها الينابيع، أو متمركزة في واحات هي في الوقت نفسه محطات للتزود بالغذاء والماء، ومراكز تجارية ترتادها القوافل للبيع والشراء والراحة. ولم يكن عرب شبه الجزيرة فقط هم الذين يقصدون هذه الأسواق، بل كان يأتيها تجار من خارج البلاد. فقد كان الروم مثلا يتوغلون إلى مسافات بعيدة في أراضي العرب الشاسعة للبيع والشراء[1]. [1] جواد علي: 4/ 413.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 244