نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 228
يهزموا هزيمة شنيعة وفاصلة، فتعقب العرب فلولهم، حتى قتلوا "جلابزين" قائد مسيرة الجيش الفارسي، وكان النصر الحاسم للعرب. يقول المسعودي[1]: "إن وقعة ذي قار حدثت لتمام أربعين سنة من مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة بعد أن بُعث، وقيل: بعد أن هاجر".
وفي رواية أخرى أنها كانت بعد وقعة بدر بأشهر، وأن الرسول قد قال فيها: "هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم، ونُصِرَتْ عليهم بي"[2]. [1] المسعودي مروج الذهب، [1]/ 306-307. [2] الطبري: 2/ 207-210، ابن الأثير: [1]/ 289-291, جواد علي: 4/ 103-104، محمد جاد المولى بك: أيام العرب، ص25-31. أهمية معركة ذي قار ونتائجها:
إن لهذه المعركة أهمية عظيمة من حيث مظاهرها القومية, فقد جرؤ العرب لأول مرة في التاريخ على لقاء الفرس في معركة سافرة، فقويت معنوياتهم. ومع أن عددًا من القبائل العربية كانت في جانب الفرس، غير أن شعورهم كان مع العرب, وقد دل على ذلك خذلان بني إياد للجيش الفارسي في اللحظة الحاسمة من المعركة، وتضامن بني سكون وبعض بني تميم مع بكر وشيبان.
وعلى أثر خذلان الفرس في يوم ذي قار، أقصي إياس بن قبيصة عن حكم الحيرة، إذ عده الفرس مسئولا عن الهزيمة بوصفه القائد الأعلى للجيش المحارب فيها. ويظهر أنه قد هرب من وجههم، كما تقول الرواية العربية، إذ انفصل عن المعركة عندما أدرك الخسارة التي لحقت جيشه، وذهب إلى كسرى، وأخبره أن النصر للفرس فيها، خوفًا من أن يخلع كتفه كما فعل بمن أتاه قبل ذلك بأخبار مشئومة عنها ولاذ بالفرار، فحكم الفرس الحيرة حكما مباشرا.
وقد افتخر العرب، وما زالوا يفتخرون بيوم ذي قار، ومما قال الأعشى فيه:
وجند كسرى غداة الحنو[1] صبحهم ... منا غطاريف ترجو الموت فانصرفوا
لقوا ململمة شهباء يقدمها ... للموت لا عاجز فيها ولا خرف [1] حنو ذي قار: هو من ذي قار على مسيرة ليلة, وذو قار: ماء لبكر بن وائل يقع قريبًا من الكوفة بينها وبين واسط "ياقوت الحموي: مادة قار".
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 228