نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 174
الأبطح من مكة، فأقاموا منازلهم في الشعب بين جبل أبي قبيس والذي يقابله، وهو باطن مكة وفي وسط الكعبة، وكانوا عدة بطون[1] في مقدمتهم بنو هاشم وبنو أمية، وقد شكلوا بعدئذ طبقة السادة أصحاب القوافل والغنى والجاه، إذ اتخذوا التجارة ورعاية البيت الحرام موردًا يتعيشون منه، وأثروا ثراءً عظيمًا. ثم قريش الظواهر الذين لم يدخلهم قصي الأبطح، فسكنوا أطراف مكة خارج الشعب، وكانوا من بطون قرشية مختلفة، وهم أدنى مكانة وجاهًا من قريش البطاح[2]. وقد روي أنهم كانوا يمارسون الغزو والغارات، وأنهم يعتبرون لذلك من البداة أو شبه المستقرين، ولم تكن حالتهم المادية حسنة. وقد سكن إلى جانب هؤلاء جميعا جماعات من العرب، تحالفوا مع قريش في عهد قصي وتولى عقد ذلك الحلف ابنه عبد مناف، فقد روى اليعقوبي أنه لما كبر أمر عبد مناف بن قصي جاءته خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة يسألونه الحلف ليَعِزُّوا به، فعُقد بينهم الحلف الذي يقال له حلف الأحابيش؛ لأن الحلف عقد في وادي "حبشي" الذي يقع على بعد ستة أميال من أسفل مكة، فسموا باسمه[3]. كما سكن في ظواهر مكة وضواحيها جماعات من الأجانب واللاجئين والأرقاء[4] من صناع وعمال وفنانين، جاء بعضهم من داخل شبه الجزيرة، ومعظمهم من خارجها. [1] عدَّد المسعودي "مروج 2/ 32" هذه القبائل فقال: هي قبائل: عبد مناف، بنو عبد الدار، بنو عبد العزى أبناء قصي، وزهرة، ومخزوم، وتيم بن مرة، وجمح، وسهم، وعدي، وبنو عتيك بن عامر. [2] وهم حسب قول المسعودي: بنو محارب، والحارث بن فهر، وبنو الأدرم بن غالب بن فهر، وبنو هصيص بن عامر بن لؤي. وفي ذلك يقول ذكوان مولى عبد الدار للضحاك بن قيس الفهري مفتخرًا:
تطاولتُ للضحاك حتى رددته ... إلى نسب في قومه متقاصر
فلو شاهدتني من قريش عصابة ... قريش البطاح لا قريش الظواهر [3] اليعقوبي 1/ 199: قال ابن إسحاق: الأحابيش هم بنو الهون وبنو الحارث من كنانة وبنو المصطلق من خزاعة, تحبشوا أي: تجمعوا فسموا بذلك. [4] Emile Dermenghem: Ibid. ,P. 30.
التنظيم السياسي في مكة:
بعد أن تولى قصي حكم مكة بدأ في تنظيم شئونها، فأخذ يجمع ما تشتت من بطون قريش, ثم قسم مكة أرباعًا بين قومه، وجعل لكل بطن حيا خاصا به قرب الكعبة. وما
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 174