نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 136
يمارسها اليهود، وقد عيَّره عمرو بن كلثوم بخاله الذي يصوغ الحلي والعقود وينفخ في الكير.
أما قصته مع النابغة الذبياني فهي معروفة: كان النابغة أحب الشعراء إلى قلبه، الأمر الذي أثار حسد الشعراء الآخرين ومنهم المنخل اليشكري الذي أوغر عليه صدر الملك[1]، فغضب عليه وهدر دمه، فهرب من وجهه والتجأ إلى أعدائه الغساسنة. لكنه استرضاه في النهاية وعاد إلى بلاطه في أواخر أيام ملكه. وأما المنخل اليشكري الذي انفرد بالمكانة المرموقة في غياب النابغة، فلم ينعم طويلًا بهذه المكانة؛ لأن النعمان لم يلبث أن انقلب عليه، فأودعه السجن حيث قضى نحبه من أثر التعذيب[2].
عاصر النعمان كسرى أبرويز الذي تذكر الروايات العربية أنه قتله بتحريض من زيد بن عدي انتقامًا لوالده عدي بن زيد، الذي كان النعمان قد قضى عليه، وهذه لمحة عن هذه القصة التي ذكرها الطبري وصاحب الأغاني والعقد الفريد وغيرها من المصادر العربية: [1] وفي الأغاني "11/ 3794-3799"؛ وفي تاريخ اليعقوبي "1/ 173" أن سبب غضب النعمان عليه قصيدته الدالية:
أمن آل مية رائح أو مغتدي ... عجلان ذا زاد وغير مزود
والتي أورد فيها عن "المتجردة" زوجة النعمان أبياتًا جريئة في الوصف منها:
والبطن ذو عكن لطيف طيه ... والأتب تنفجه بثدي مقعد
ومنها:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد
ويقال: إن المنخل اليشكري قد اتخذ من هذه القصيدة وسيلة لإيغار صدر النعمان على النابغة، أو أن أعداءه لفقوا شعرًا عن لسانه فيه ما يغضبه إلا أن هذا ظل يرسل شعره في الاعتذار إليه والتبرؤ مما وصم به حتى عفا عنه، ومن قوله في الاعتذار إليه:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع
مقالة, إن قد قلت: سوف أناله ... وذلك من تلقاء مثلك رائع
لعمري وما عمري علي بهين ... لقد نطقت بطلًا علي الأقارع
ومنها قوله:
فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع [2] د. جواد علي: 4/ 95.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 136