نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 127
ويربط ابن الكلبي بين هذه القصة وقصة أخرى نسبت إلى جذيمة، كما نسبت إلى عدة ملوك من خلفائه، هي قصة النديمين، إذ أراد مكافأة الرجلين فخيرهما فيما يطلبان فقالا: منادمتك ما بقيت وما بقينا، فيصبحان نديميه في القصة المعروفة، وقد ضرب بهما المثل كما في قول أبي خراش الهذلي:
ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلَا صفاء مالكٌ وعقيل
أو كقول آخر:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل: لن يتصدعا
ثم يستطرد صاحب الأغاني إلى قصة جذيمة مع الزباء التي استدرجته إلى عاصمتها بدعوى الزواج منه، لكنها فتكت به انتقامًا منه لقتله والدها -كما قدمت في بحث المملكة التدمرية- إنما يورد ما لا يقبله الذوق والمنطق التاريخي من تصوير الزباء، سواء كانت ملكة تدمر أو غيرها، بصورة لكعاء ليست بذات خفر[1]، مما لا يتفق مع أخلاق الملوك. وهكذا نلاحظ أن الأخباريين يتخبطون في روايات يسودها الاضطراب ويسيطر عليها الخيال، ولا نستطيع أن نستنتج منها مادة تاريخية يوثق بصحتها. [1] الأغاني: 16/ 5665، ابن الأثير: الكامل 1/ 198-200. امرؤ القيس بن عمرو "288-328م":
غير أن أول ملك من ملوك الحيرة نستطيع الاعتماد على الوثائق التاريخية الثابتة علميا في الاطمئنان إلى حقيقة حكمه هو امرؤ القيس بن عمرو بن عدي. وقد حكم بين 288-328م، واستفاد من فترة الاضطراب التي رافقت تسنم الملك سابور الثاني عرش فارس، وكان صبيا، فوسع سلطانه على القبائل العربية في بادية الشام وشبه الجزيرة، كما يتضح من نقش يسمى "نقش النمارة" عثر عليه في جهات حوران، وهو عبارة عن شاهدة قبر تتحدث عن هذا الملك بالكتابة التالية: "هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم, الذي تقلد التاج، وأخضع قبيلتي أسد ونزار، وهزم مزحج، وقاد الظفر إلى أسوار
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 127