نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 105
نظام الحكم:
لقد امتاز المجتمع النبطي بكونه منظمًا ديمقراطي النهج، لم يوجد فيه سوى عدد قليل من العبيد، وهو يقوم على النظام الملكي الوراثي، لكن الملك يستعين في سياسة المملكة وإدارتها بمجلس استشاري يشترك معه في تصريف مختلف شئونها.
مدنية الأنباط وحضارتهم:
للأنباط حضارة عريقة تميزت بطابعها التجاري والعمراني. وهي عربية في لغتها، آرامية في كتابتها، سامية في ديانتها، يونانية رومانية في فنها وهندسة عمارتها؛ لذلك فهي مزيج حضارة مركبة، سطحية المظهر الهليني ولكنها عربية الأساس. والصورة العامة التي أعطاها المؤرخون للشعب النبطي هي كونه شعبًا متفهمًا للأمور، محبًّا للكسب، منهمكًا في التجارة والزراعة والصناعة، مزدهر الاقتصاد بحيث خلا منه الفقراء المعدمون[1]. [1] فيليب حتي: تاريخ سورية ولبنان وفلسطين, 1/ 426، 429.
بإرسال ألف حصان وخمسة آلاف من المشاة اشتركوا مع القائد الروماني "تيطس" في محاصرة القدس.
غير أن العلاقات بدأت بعدئذٍ تسوء بين الطرفين، فحاصرتهم الجيوش الرومانية مرات، فقاوموها إلى أن وجه إليهم الإمبراطور "تراجان" حملة كبيرة بقيادة القائد الروماني "كورنيليوس بالما" استطاع بها أن يخضعهم، وأن يجعل بلادهم ولاية رومانية "106م" سميت "الولاية العربية الرومانية".
ومع ذلك استمرت البتراء في الاحتفاظ بمركزها التجاري في عهد الاحتلال الروماني, وقد بلغ ازدهارها الاقتصادي ذروته في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي. غير أن ازدياد غارات البدو عليها، وارتفاع شأن الدولة البارثية الفارسية في الشرق، وسيادة السلم بينها وبين الدولة الرومانية، أعاد النشاط للطريق التجاري المار بالعراق، وأخذ طريق غربي الجزيرة المار بالبتراء في الانحطاط؛ لينتقل مركز الثقل التجاري إلى تدمر التي أخذت تستقطب التجارة العربية، بينما أخذ التدهور سبيله إلى التجارة النبطية.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 105