responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 257
المؤمنين جزاك الله عن هذا الهم خيرًا، ألا أنشدك بهذا المعنى بيتين؟ قال: بلى، فأنشدته:
لأشكرنك معروفًا هممت به ... إنّ اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إذ لم يمضه قدر ... فالرزق بالقدر المحتوم مصروف
فأمر لي بألف دينار
وأخرج عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال: دخلت على المتوكل لما توفيت أمه، فقال: يا جعفر، ربما قلت البيت الواحد، فإذا جاوزته خلطت، وقد قلت:
تذكرت لَمّا فرق لدهر بيننا ... فعزّيت نفسي بالنبي محمد
فأجازه بعض من حضر المجلس بقوله:
وقلت لها: إن المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت في يومه مات في
وأخرج عن الفتح بن خاقان قال: دخلت يومًا على المتوكل، فرأيته مطرقًا متفكرًا، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما هذا الفكر؟ فوالله ما على ظهر الأرض أطيب منك عيشًا، ولا أنعم منك بالًا فقال: يا فتح أطيب عيشًا مني رجل له دار واسعة، وزوجة صالحة، ومعيشة حاضرة، لا يعرفنا فنؤذيه، ولا يحتاج إلينا فنزدريه.
وأخرج عن أبي العيناء قال: أهديت إلى المتوكل جارية شاعرة اسمها فضل فقال لها: أشاعرة أنت؟ قالت: هكذا زعم من باعني واشتراني، فقال: أنشدينا شيئًا من شعرك، فأنشدته:
استقبل الملك إمام الهدى ... عام ثلاث وثلاثينا
خلافة أفضت إلى جعفر ... وهو ابن سبع بعد عشرينا
إنا لنرجو يا إمام الهدى ... أن تملك الملك ثمانينا
لا قدّس الله امرأً لم يقل ... عند دعائي لك: آمينا
وأخرج عن علي بن الجهم قال: أهدي إلى المتوكل جارية يقال لها: محبوبة: قد نشأت بالطائف، وتعلمت الأدب، وروت الأشعار فأغرى المتوكل بها، ثم إنه غضب عليها، ومنع جواري القصر من كلامها، فدخلت عليه يومًا، فقال لي: قد رأيت محبوبة في منامي كأني صالحتها وصالحتني، فقلت: خيرًا يا أمير المؤمنين، فقال: قم بنا لننظر ما هي عليه، فقمنا حتى أتينا حجرتها، فإذا هي تضرب على العود وتقول:
أدور في القصر لا أرى أحدًا ... أشكو إليه ولا يكلمني
حتى كأني أتيت معصية ... ليست له توبة تخلصني
فهل شفيع لنا إلى ملك ... قد زارني في الكرى وصالحني؟
حتى إذا ما الصباح لاح لنا ... عاد إلى هجره فصارمني
فصاح المتوكل، فخرجت، فأكبت على رجليه تقبلها، فقالت: يا سيدي رأيتك في

نام کتاب : تاريخ الخلفاء نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست