وأخرج البخاري عن أبي بكر قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر والحسن إلى جانبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" [1].
وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هما ريحانتاني من الدنيا" [2]. يعني: الحسن والحسين.
وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسن سيدا شباب أهل الجنة" [3].
وأخرج الترمذي عن أسامة بن زيد، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- والحسن والحسين على وركيه فقال: "هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما".
وأخرج عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: "الحسن والحسين".
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد حمل الحسن على رقبته، فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ونعم الراكب هو".
وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال: أشبه أهل النبي -صلى الله عليه وسلم- به وأحبهم إليه الحسن بن علي، رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته، أو قال: ظهره، فما ينزله حتى يكون هو الذي نزل، ولقد رأيته وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله يدلع لسانه للحسن بن علي، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان يهش إليه.
وأخرج الحاكم عن زهير بن الأرقم قال: قام الحسن بن علي يخطب، فقام رجل من أزد شنوءة فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واضعه في حبوته وهو يقول: "من أحبني فليحبه، وليبلغ الشاهد الغائب". ولولا كرامة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما حدثت به أحدًا"[4].
وكان الحسن -رضي الله عنه- له مناقب كثيرة، سيدًا، حليمًا، ذا سكينة ووقار وحشمة، جوادًا، ممدوحًا، يكره الفتن والسيف، تزوج كثيرًا، وكان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف.
وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وإن النجائب[5] لتقاد معه[6].
وأخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال: ما تكلم عندي أحد كان أحب إذا تكلم ألا [1] أخرجه البخاري "3746/7". [2] أخرجه البخاري "3753/7". [3] أخرجه الترمذي "3781/5"، وقال: حديث حسن غريب، والحاكم في مستدركه "167/3". [4] أخرجه الحاكم "174/3". [5] جمع نجيبة، وهي الناقة الكريمة الحسيبة. القاموس المحيط "135/1". [6] أخرجه الحاكم "169/3".