ففتحوها، وإنهم جروه بعد ذلك، فلم يحمله إلا أربعون رجلًا، أخرجه ابن عساكر.
وأخرج ابن إسحاق في المغازى وابن عساكر عن أبي رافع، أن عليًّا تناول بابًا عند الحصن حصن خيبر فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله علينا، ثم ألقاه، فلقد رأيتنا ثمانية نفر نجهد أن نقلب ذلك الباب، فما استطعنا أن نقلبه.
وروى البخاري في الأدب عن سهل بن سعد قال: إن كان أحب أسماء علي -رضي الله عنه- إليه أبو تراب، وإن كان ليفرح أن يدعى به، وما سماه أبا تراب إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك أنه غاضب يومًا فاطمة فخرج، فاضطجع إلى الجدار في المسجد، فجاءه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد امتلأ ظهره ترابًا فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يمسح التراب عن ظهره ويقول: "اجلس أبا تراب" [1].
روي له عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- خمسمائة حديث وستة وثمانون حديثًا.
روى عنه بنوه الثلاثة: الحسن والحسين، ومحمد ابن الحنفية، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبو موسى، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة، وأبو هريرة، وخلائق من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
فصل: في الأحاديث الواردة في فضله
قال الإمام أحمد بن حنبل: ما ورد لأحد من أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الفضائل ما ورد لعلي -رضي الله عنه- أخرجه الحاكم.
وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي" [2]. أخرجه أحمد والبزار من حديث أبي سعيد الخدري، والطبراني من حديث أسماء بنت قيس، وأم سلمة، وحبشي بن جنادة وابن عمر وابن عباس، وجابر بن سمرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
وأخرجا عن سهل بن سعد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: "لأعطين الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله"، فبات الناس يدكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ " فقيل: هو يشتكي عينيه، قال: "فأرسلوا إليه"، فأتي به، فبصق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عينيه ودعا له، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية[3]. يدكون: أي يخوضون ويتحدثون.
وقد أخرج هذا الحديث الطبراني من حديث ابن عمر، وعلي، وابن أبي ليلى وعمران بن حصين، والبزار من حديث ابن عباس. [1] أخرجه البخاري في الأدب المفرد "ح851". [2] أخرجه البخاري "7/ 3706"، ومسلم "31/4 فضائل صحابة"، وأحمد "173/1". [3] أخرجه البخاري "3701/7"، ومسلم "2406/4".