نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 42
نزل، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه. وهذا من أغرب ما تمّ فِي الوجود حتّى إنّ الفرنج اعتقدوا أنّ المسلمين فعلوا هذا مكيدة. ثمّ كَانَ لهم الأمر، وابتلى اللَّه تعالى العسكَر بالعدوّ وذَهاب أموالهم. فقيل سبب هروبهم أنّهم بطّقوا [1] مرّة بعد أخرى إلى السّلطان ليكشف لما جاء خبر، وكان قد سقاه الطّبيب دواء مخدّرا، وأوصى بأن لا يُزعج ولا ينبَّه، فكتموه الخبر، فوقع إرجاف فِي دِمياط بموته، ونزل بهم الخذْلان.
وكان الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب عَلَى المنصورة نازلا، فغضب كيف يسيّبها أهلها، وشنق من أَعيان أهلها ستّين رجلا [2] . ولمّا أمر بشنقهم قَالُوا: ما ذَنْبُنا إذا كانت عساكره وأمراؤه هربوا وأحرقوا الزّرد خاناه، فأيش نعمل نَحْنُ؟
وقامت القيامة عَلَى العسكر، وخرج أهل دِمياط حُفاةً عُراة جياعا فقراء حَيَارى بالحريم والأطفال، قد سَلِم لهم بعض ما يعيشون بِهِ، فنهبهم المسلمون فِي الطّريق.
وأمّا العسكر فاستوحشوا من السّلطان ودعوا بهلاكه [3] .
[ () ] الدين أيوب إلى ابنه توران شاه يشرح له كيف أخذ الفرنج دمياط، في (نهاية الأرب 29/ 343، 344) ، الإعلام والتبيين 55. [1] بطقوا: أي كتبوا بطاقات صغيرة وأرسلوها مع الحمام الزاجل. [2] وقال ابن العبري في (تاريخ الزمان 294) : «فسخط الصالح عليهم وأمر بصلبهم وهم 64 أميرا على 32 صليبا زوجا زوجا كما هم بثيابهم ومناطقهم وخفافهم» ، وقال في (تاريخ مختصر الدول 259) : «وكانوا أربعة وخمسين أميرا» . وفي (المختصر في أخبار البشر 3/ 179) أن المشنوقين هم من بني كنانة، وفي (أخبار الأيوبيين لابن العميد 158) ، «كانوا نيف وخمسين أميرا» ، وفي (الحوادث الجامعة- ص 119) : «صلب نيّفا وثمانين زعيما» ، وفي (نهاية الأرب 29/ 335) «وكانوا نيّفا وخمسين أميرا» . والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الجزري 216. [3] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 773، الحوادث الجامعة 118، 119، أخبار الزمان 293، 294، ذيل الروضتين 183، تاريخ مختصر الدول 258، 259، المختصر في أخبار البشر 3/ 178، 179، أخبار الأيوبيين 158، الدر المطلوب 365- 370، دول الإسلام 2/ 152، العبر 5/ 152، المختار من تاريخ ابن الجزري 216، تاريخ ابن الوردي 2/ 181، مرآة الجنان 4/ 116، عيون التواريخ 20/ 30، البداية والنهاية 13/ 177، العسجد المسبوك 2/ 570،
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 42