نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 354
وأمّا عسقلان وطَبَرَيّة، فلمّا تسلَّمَتْها الفِرنجُ من الصّالح إِسْمَاعِيل بَنَوْها، وحصّنوا القلعتين فنازلَهَما فخرُ الدّين ابن شيخ الشّيوخ بعد ما ترحّل عن حصار الكَرَك، ففتحهما وهدمهما. ودُقّت البشائر [1] .
وفَتَر السّلطان عن أخْذ حمص لانتماء صاحبها للأشرف، وأبوه إلى السّلطان ومرايتهما لَهُ. ثُمَّ قدّم الأشرف للسّلطان قلعة شمسين فتسلَّمها.
وأمّا حماة فكانت لابن أخته الملك المظفَّر وبها الصّاحبة أخت السّلطان، ثُمَّ تملّكها الملك المنصور بْن المظفَّر، وتزوّج بِنْت أخت السّلطان فاطمة خاتون ابْنَة الكامل، وكانت فاطمة بحلب، وهي والدة صاحبها للآن الملك النّاصر صلاح الدّين ابن العزيز، فزوَّج أختَه بصاحب حماة فِي هذه السّنة، وجاءت إِلَيْهِ فِي تجمُّلٍ عظيم [2] .
ثُمَّ دخلت سنة ستٍّ وأربعين فصرف السّلطان نيابةَ مصر عن حسام الدّين بجمال الدّين ابن يغمور، وبعث الحسامَ بالمصريّين إلى الشّام، فأقاموا بالصّالحيّة أربعة أشهر [3] .
قَالَ ابن واصل [4] : وأقمتُ مَعَ حسام الدّين هذه المدّة، وكان السّلطان فِي هذه المدّة مقيما بأشمون طناح، ثُمَّ رجعنا إلى القاهرة.
وفيها خرجت الحلبيّون وعليهم شمسُ الدّين لؤلؤ الأمِينيّ، فنازلوا حمص ومعهم الملك الصّالح إِسْمَاعِيل يرجعون إلى رأيه، فنصبوا المجانيق وحاصروها شهرين، ولم يُنْجِدْها صاحبُ مصر، وكان السّلطان مشغولا بمرضٍ عرض لَهُ فِي أُنْثَيَيْه، ثُمَّ فتح وحصل منه ناسور يعسر برؤه، وحصلت لَهُ فِي رئته قُرْحَة مُلْتَفّة، لكنّه عازمٌ عَلَى إنجاد صاحب حمص، ولمّا اشتدّ الخناق بالأشرف صاحب [1] مفرّج الكروب 5/ 378. [2] مفرّج الكروب 5/ 383. [3] نهاية الأرب 29/ 328. [4] في الجزء السادس من مفرّج الكروب، وهو لم ينشر حتى الآن.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 354