نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 280
وممّن أفتى بأنّ كتابه «الفصوص» فِيهِ الكُفْر الأكبر قاضي القضاة بدر الدّين ابن جماعة، وقاضي القُضاة سعد الدّين الحارثيّ، والعلّامة رُكْن الدّين عُمَر بْن أَبِي الحَرَم الكتّانيّ، وجماعة سواهم.
وأمّا الحريريّ فكان متهتّكا، قد ألقى جِلْباب الحياء، وشطح حتّى افتضح، واشتهر مُروقُه واتَّضح. وأبلغ ما يقوله فِي هَؤُلاءِ ( ... ) [1] العلماء أنّ لكلامهم معاني وراء ما نفهمه نَحْنُ، مَعَ اعترافهم بأنّ هذا الكلام من حيث الْخَطَّاب العَرِيّ كُفْر وإلحاد، لا يخالف فِي ذَلِكَ عاقل منهم إلّا من عاند وكابر.
فخُذْ ما قاله الحريريّ فِي «جزء مجموع كلامه» يتداوله أصحابُه بينهم قَالَ: إذا دخل مريدي بلدَ الرّوم، وتنصّر، وأكل لحم الخنزير، وشرِب الخمر كَانَ فِي شُغلي.
وسأله رَجُل: أيّ الطُّرُق أقرب إلى اللَّه حتَّى أسير فِيهِ؟ فَقَالَ لَهُ: اترك السَّيرَ قد وصلتَ! قلت: هذا مثل قول العفيف التّلمِسانيّ:
فلسوفَ تعلم أنّ سيرَك لم يكنْ ... إلّا إليك إذا بلغت المنزلا
وقال لأصحابه: بايِعُوني عَلَى أن نموتَ يهودَ، ونُحشر إلى النّار حتّى لا يصاحبني أحد لعِلّة.
وقال: ما يَحْسُن بالفقير أن ينهزم من شيء، ويَحْسُن بِهِ إذا خاف شيئا قصده.
وقال: لو قدم عليَّ من قتل ولدي وهو بذلك طيّب وجدني أطيب منه.
وللحريريّ فِي الجزء المذكور:
أمرد يقدِّم مداسي أَخْيَرُ من رضوانكم ... ورُبْع قحبةٍ عندي أحسنُ من الولدان
قَالُوا:
أنت تُدْعَى صالح ودع عنك هذا الخندق ... قلت: السّماع يصلح لي بالشّمع والمردان
ما أعرف لآدم طاعة إلّا سجود الملائكة ... وما أعرف آدم عصى الله تعظيم للرحمن [1] بياض في الأصل مقدار كلمة.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 280