نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 43 صفحه : 219
اسْتَوى/ [1] ، ويَخافُونَ رَبَّهُمْ من فَوْقِهِمْ 16: 50 [2] ، وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ 35: 10 [3] ، وأقرأ في أنّ الكلّ من الله قوله: قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله [4]: 78 [4] ، وفي تنزيهه عَنْ ما لا ينبغي: مَا أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [4]: 79 [5] وعلى هذا القانون فقس. وأقولُ مِن صميم القلب من داخل الروح: إنّي مُقِرٌّ بأنَّ كُلَّ ما هو الأكملُ الأفضلُ الأعظم الأجلّ، فهو لك، وكلّ ما فيه عيب ونقص، فأنت مُنَزَّه عَنْهُ. [وأقول: إنّ عقلي وفهمي قاصرٌ عَنِ الوصول إِلى كُنْه صفة ذَرَّةٍ من مخلوقاتك [6]] .
قَالَ الإِمام أَبُو عَمْرو بْن الصّلاح: حدّثني القطْبُ الطُّوغانيّ مرّتين أنّه سَمِعَ الفخر الرّازيّ يَقُولُ: ليتني لم أشتغل بالكلام، وبكى.
وقيل: إنّ الفخر الرّازيّ وعظ مرَّةً عند السّلطان شهاب الدّين فَقَالَ: يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله 40: 43 [7] فأبكى السّلطانَ.
وقد ذكرنا في سنة خمسٍ وتسعين الفتنةَ الّتي جرت لَهُ مَعَ مجد الدّين عبد المجيد ابن القدوة بهَرَاة.
من كلام فخر الدّين: إنْ كنتَ ترحم فقيرا، فأنا ذاك، وإن كنتَ ترى معيوبا، فأنا ذاك المعيوب، وإن كنت تُخَلِّصُ غريقا، فأنا الغريق في بحر الذّنوب. [وإن كنتَ أنت أنت، فأنا أَنَا لَيْسَ غير النّقص والحرمان والذّلّ والهوان [8]] . [1] سورة طه، الآية 5. [2] سورة النحل، الآية 50. [3] سورة فاطر، الآية 10. [4] سورة النساء، الآية 78. [5] سورة النساء، الآية 79. [6] ما بين الحاصرتين كتبه المؤلف- رحمه الله- على هامش النسخة. [7] سورة غافر، الآية 43. [8] ما بين الحاصرتين كتب على هامش الأصل.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 43 صفحه : 219