نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 39 صفحه : 385
ومن فضائله، قَالَ سِبْط ابن الْجَوْزيّ [1] إنّه كَانَ لَهُ عجائز بدمشق وحلب، فكان يخيط الكوافي [2] ويعمل الكساكير [3] ويبيعها لَهُ العجائز سرّا، فكان يوما [4] يصوم ويُفطر عَلَى أثمانها.
حكى لي شرف الدِّين يعقوب بْن المعتمد أنّ فِي دارهم سُكْرة عَلَى حرستان [5] من عمل نور الدِّين يتبرّكون بها، وهي باقية إلى سَنَة خمسين وستّمائة.
ومنها ما حكى لي الشَّيْخ أَبُو عُمَر قَالَ: كَانَ نور الدِّين يزور والدي في المدرسة الصّغيرة المجاورة للدَّير، ونور الدِّين بنى هذه المدرسة، والمصنع، والفُرن، فجاء لزيارة والدي، وكان فِي سقف المسجد خشبةٌ مكسورة، فقال لَهُ بعض الجماعة: لو جدّدت السَّقْف. فنظر إلى الخشبة وسكت. فلمّا كَانَ من الغد جاء مِعْمارُه ومعه خشبة، فزرقها موضِعَ المكسورة ومضى. فقال لَهُ بعض الحاضرين: ذاكَرْتَنا فِي كشْف سقْف. فقال: لا واللهِ، وإنّما هذا الشَّيْخ أَحْمَد رجلٌ صالحٌ، وإنّما أزوره لأنتفع بِهِ، وما أردت أن أُزخرف لَهُ المسجد [6] .
ومنها ما حكى لي نجم الدِّين الْحُسَيْن بْن سلام قَالَ: لَمّا ملك الأشرف دمشقَ، وعمّر فِي القلعة مسجد أَبِي الدّرداء، قَالَ لي: يا نَجْمَ الدّين، كيف [1] في مرآة الزمان 8/ 313. [2] في المرآة: «اللوافر» . وقال مصحّحه في الحاشية (1) ولعلّ الصواب الكوافر جمع الكافر وهو ثوب يلبس فوق الدروع. [3] في الأصل «السكاكر» ، والمثبت عن مرآة الزمان 8/ 313 وفيه: «ويعمل الكساكير للأبواب» .
وجاء على هامش الأصل: «السكارة: الضّبّة» . [4] في الأصل: «فكان يوم» . [5] هكذا في الأصل. وفي مرآة الزمان 8/ 314 «في دارهم سكرة من عمل نور الدين بخوزستان» . [6] مرآة الزمان 8/ 314.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 39 صفحه : 385