نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 3 صفحه : 594
يومئذٍ. وكان ممّن ألّب على عُثْمَان، وسار إليه وأبلى شرًّا. وكان خطيبًا بليغًا فارسًا. حضر صِفِّين وبين يومئذٍ، وكاد أن يظهر على مُعَاوِيَة، فحلّ عليه أصحاب عليّ لما رأوا المصاحف على الأسِنَّة، فوبَّخهم الأشتر، وما أمكنه مخالفة عليّ، وكف بقومه عن القتال [1] .
قال عَبْد الله بْن سلمة المُرادي: نظر عُمَر بْن الخطاب إِلَى الأشتر، وأنا عنده فصعَّد فِيهِ عُمَر النَّظَر، ثُمَّ صوَّبه، ثُمَّ قَالَ: إنّ للمسلمين من هَذَا يومًا عصيبًا. ثُمَّ إنّ عليًّا لما انصرف من صِفِّين أو بعدها، بعث الأشتر على مصر، فمات فِي الطريق مسمومًا، وكان عليّ يتبرّم به ويكرهه، لأنّه كان صَعْبَ المِرَاس، فلمّا بلغه موتُهُ قَالَ: للمِنْخَرَيْن والفم.
وقيل: إنّ عَبْدًا لعثمان لقيه فسمّ له عسلًا وسقاه، فبلغ عَمْرو بْن العاص فقال: إنّ للَّه جنودًا من عسل [2] .
وقال عُوانة بْن الحَكَم وغيره: لمّا جاء نَعيُ الأشتر إِلَى عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: إنّا للَّه: مالك، وما مالِكٌ وكلٌّ هالك، وهل موجودٌ مثل ذلك، لو كان من حديد لكان قيدًا، أو كان من حجرٍ لكان صَلْدًا، على مثل مالك فلتبك البواكي [3] .
[ () ] الكامل في التاريخ 3/ 315- 319 و 352- 354، تهذيب الكمال 3/ 1299، وفيات الأعيان 3/ 18 و 7/ 195، 196، الأمالي للقالي 1/ 85، الكاشف 3/ 99 رقم 5337، العبر 1/ 45، سير أعلام النبلاء 4/ 34، 35 رقم 6، تهذيب التهذيب 10/ 11، 12 رقم 8، تقريب التهذيب 2/ 224 رقم 864، الإصابة 3/ 482 رقم 8341، النجوم الزاهرة 1/ 102، وما بعدها، خلاصة تذهيب التهذيب 366. [1] انظر تاريخ الطبري 5/ 48 وما بعدها. [2] انظر: أسماء المغتالين لابن حبيب 2/ 59 تحقيق عبد السلام هارون. [3] ولاة مصر وقضاتها للكندي 24.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 3 صفحه : 594