responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 28  صفحه : 240
الأمير، وكان متخوفًا مِن الحاكم. ثمّ جاءت إِليْهِ فقّبل الأرض بين يديها، فقالت: قد جئتك في أمرٍ أحرْسُ نفسي ونفسك.
قَالَ: أَنَا خادمك.
فقالت: أنت ونحن عَلَى خطرٍ عظيم مِن هذا. وقد أنضاف إلى ذَلِكَ ما تظاهر بِهِ وهتك الناموس الّذي أقامه آباؤنا، وزاد جنونه وحَمَل نفسه عَلَى ما لا يصبر المسلمون عَلَى مثله. وأنا خائفة أن يثور النّاس علينا فيقتلوه ويقتلونا، فتنقضي هذه الدّولة أقبح انقضاء.
قَالَ: صدقت فِي الرأي.
قالت: تحلف لي وأحلف لك عَلَى الكتْمان.
فتحالفا عَلَى: قتله وإقامة ولده مكانه، وتكون أنت مدبر دولته.
قَالَتْ: فاختْر لي عَبْدين تثق بهما عَلَى سَرَّك وتعتمد عليهما.
فأحضر عبدين موصوفين بالأمانه والشهامة. فحلَّفَتْهما ووهبتهما ألف دينار، ووقَّعت لهما بإقطاع، وقالت: اصعدوا إلى الجبل فاكمنا لَهُ، فإنّ غدا يصعد الحاكم إليه وليس معه إلا الرّكابيّ وصبيّ، وينفردُ بنفسه. فإذا جاء فاقتلاه مَعَ الصّبيّ. وأعطتهما سكّينتين مغربيّتين [1] .
وكان الحاكم ينظر في النّجوم. فنظر مولده، وكان قد حكِم عَليْهِ بَقَطْعٍ [2]

[ () ] وقال بعض الناس: إن السبب في ما أمر به من حريق مصر ونهبها أن أكثر تلك الأشعار والقصائد المنسوبة إليه أو كلّها هم انحلوه إيّاها وعملوها على لسانه، وكذلك الكتاب المكتسب عنه، وأنه قصده أن يحقق فيهم ما تفاءلوا به على أنفسهم، وبعثه عليه أيضا ذكرهم له في أشعارهم وأغانيهم وتشيرهم (كذا) له وتلقيبهم إيّاه.
وقال بعضهم: بل هو لحنقه عليهم لتخلّفهم عن المسارعة إلى الدخول في دعوة الدرزيّ والهادي.
ولعلّه كان للحالتين جميعا.
وقرئ عليهم بعد ما جرى من الحريق والنهب سجلّ بالغمّ مما نالهم، وأنه لم يكن بأمره ولا جرى باختياره.
(تاريخ الأنطاكي- بتحقيقنا- ص 345- 348- طبعة جرّوس برسّ، طرابلس 1990) .
[1] المنتظم 7/ 298.
[2] أي حادث خطير، أو أمر جلل إذا تخطّاه وقطعه سلم. ويقال بالعامّيّة: قطوع. وانظر: اتعاظ الحنفا للمقريزي- ج 2/ 115 بتحقيق الدكتور محمد حلمي محمد أحمد حيث يقول في
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 28  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست