نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 27 صفحه : 244
بالمدينة من فتحها وأخذ ما فيها، ولم يتعرّض لهذه [1] الدّار أحد، وكان الحاكم قد أنفذ رجلا ومعه صِلات العلويين وزادُهم، وأمره أن يجمعهم ويُعْلِمَهم إيثاره لفتح هذه الدّار، والنّظر إلى ما فيها من آثار جَعْفَر بْن مُحَمَّد، وَحُمِلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ ليراه ويردّه، ووعدهم عَلَى ذَلِكَ بالإكرام، فأجابوه، ففُتِحَت، فوُجِد فيها مصحفٌ وقعب من خشب مطوَّق بحديد، ودرقة خَيْزران وحربة وسرير، فحُمِل ذَلِكَ، ومضى معه جماعة من الحسينيّين، ولما وصلوا إلى مصر أعطاهم مبلغًا، وردّ عليهم السّرير وأخذ الباقي، وقَالَ: أَنَا أحقُ بِهِ [2] .
وأمر بعمارة «دار العِلْم» [3] ، وأحضر فيها فقهاء ومحدّثين. وعمّر أيضًا الجامع الحاكمى بالقاهرة، واتّصل الدعاء له، فبقي كذلك ثلاث سنين، ثم أقبل يقتل أهل العلم، وأغلق دار العلم، ومنع من كل ما يفعل من الخير [4] ، ثم قُتِل سرًّا [5] .
وحجّ بالنّاس من العراق أَبُو الحارث مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر العَلَوي الكُوفي. [6] وفيها غزا [7] محمود بْن سُبُكْتِكين الهند، فكانت وقعة نارين، ونصر اللَّه الْإسلام، فله الحمد، وغنم المسلمون ما لا يُحدُّ ولا يوصف، وطلب صاحب الهند الهدنة، وبعث بتُحَفٍ وتقادُم مَعَ أقاربه [8] .
قال أبو النصر محمد بن عبد الجبار في سيرة السلطان محمود: نشط [1] في الأصل «لهذا» . [2] المنتظم 7/ 246، الكامل 9/ 219، البداية والنهاية 11/ 342. [3] انظر عنها في: المغرب في حلى المغرب 60. [4] المنتظم 7/ 246، 247، مرآة الجنان 2/ 452، البداية والنهاية 11/ 342، شذرات الذهب 3/ 158. [5] تأخر قتل الحاكم حتى سنة 410 هـ أو 411 هـ. [6] المنتظم 7/ 247. [7] في الأصل «غزي» . [8] الكامل في التاريخ 9/ 213.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 27 صفحه : 244