responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 26  صفحه : 509
قاسم الإصْطَخَري عن الأشعريّ فقال: كنت مرّة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن عَلُّويه على ساجة [1] في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعريّ قد عَبَر وسلّم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلّمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المَغْزَى، فأُحبّ أن تعيدوها عليّ. قلت: وفي أي شيء كنّا؟ قال: في سؤال إبراهيم عليه السّلام «أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى» [2]: 260 [2] وسؤال موسى أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» 7: 143 [3] . فقلت: نعم.
قلت: إنّ سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلّا أنّ سؤال إبراهيم سؤال متمكّن، وسؤال موسى سؤال صاحب غَلَبَةٍ وهَيَجَان، فكان تصريحًا، وكان سؤال إبراهيم تعريضًا، وذلك أنّه قال: أرني كيف تُحْيي الموتى، فأراه كيف المحيى ولم يره كيف الإحياء لأن الإحياء صفة والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلّا أنّه قال في الآخر: وَاعْلَمْ أَنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ [2]: 260 [4] ، ثمّ أنّي مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجّبت من حُسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العبّاس الفَسَوي: صنّف شيخنا ابن خفيف من الكُتُب ما لم يصنّفْه أحَدٌ، وانتفع به جماعة صاروا أئمَّةً يُقْتَدَى بهم، وعُمَّر حتى [عمّ] [5] نفعُه البلدانَ.
وقال أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول [6] : سأَلنا يومًا القاضي أبو العبّاس بن شريح بشِيرَاز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبّة الله فرض أو لا؟ قلنا

[1] الساجة: مفرد السّاج، وهو الخشب المجلوب من الهند.
[2] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية: 26.
[3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 143.
[4] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 260.
[5] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[6] في الأصل «يقولون» .
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 26  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست