نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 26 صفحه : 248
بالنّفير في الناس، فخرج من العَوامّ خلقٌ عدد الرمل، ثم جهّز جيشًا، وغزوا فهزموا الروم، وقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأسروا أميرهم وجماعة من بطارقته، وأنفذت رءوس القتلى إلى بغداد، وفرح المسلمون بنصر الله [1] .
وصادروا بختيار بن بُوَيْه [وزير] المطيع فقال: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم اعتزلتُ، فشدُّوا عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، فأنفقها ابن بُوَيْه في أغراضه، وأهمل الغزو، وشاع في الألسنة أنّ الخليفة صُودِر، كما شاع قبله أن القاهر كدي يوم جمعة، فانظر إلى تقلّبات الدهر [2] .
وفي شهر رمضان قُتل رجل من أعوان الوالي في بغداد، فبعث الرئيس أبو الفضل الشيرازي- وكان قد أقامه عزّ الدولة على الوزارة- من طرح النّاس من النحّاسين [3] إلى السمّاكين، فاحترق حريق عظيم لم يشهد مثله، وأحرقت أموال عظيمة وجماعة كثيرة من النساء، والرجال، والصبيان، والأطفال في الدّور وفي الحمّامات، فأحصى ما أحرق (من بغداد) [4] فكان سبعة عشر [ألفا] [5] وثلاثمائة دكّان، وثلاثمائة وعشرين دارًا، أجرة ذلك في الشهر ثلاثة وأربعون ألفًا، ودخل في الجملة ثلاثون [6] مسجدًا.
فقال رجل [7] لأبي الفضل الشيرازي: أيُها الوزير أرينا قدرتك، ونحن [1] راجع هذه الواقعة في تكملة تاريخ الطبري 1/ 210 و 211، تجارب الأمم 2/ 303 و 304، المنتظم 7/ 60، الكامل لابن الأثير 8/ 618 (حوادث سنة 361) ، البداية والنهاية 11/ 271 و 273 (حوادث سنتي 361 و 362 هـ.) ، النجوم 4/ 65، دول الإسلام 1/ 223. [2] راجع في ذلك. تجارب الأمم 2/ 307، الكامل لابن الأثير 8/ 619 و 620، البداية والنهاية 11/ 272، تاريخ الخلفاء 402. [3] هكذا في الأصل، وفي المنتظم «النخّاسين» . [4] ما بين القوسين عن الهامش. [5] ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم 7/ 60 ويوضح ابن كثير أنهم «سبعة عشر ألف إنسان» 11/ 273 وابن الأثير 8/ 628 وفي العبر 2/ 325 و 326 «ثلاثمائة وسبعة عشر دكانا» . [6] وفي تكملة تاريخ الطبري 1/ 212 والمنتظم 7/ 60 والكامل 8/ 628. (ثلاثة وثلاثون) . [7] هو: أبو أحمد الموسوي. (تكملة الطبري 1/ 212) .
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 26 صفحه : 248