نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 26 صفحه : 152
وهرب ولم يسلك الدّرْبَ، ووُضِعت عليه العيون والخيل فلم يُدْرِكوه، وسار على البّرّية ودخل بغداد، ثم مضى إلى شيراز فمدح عَضُدَ الدولة.
وكانت أيام كافور سديدة جميلة، وكان يُدعَى له على المنابر بالحجاز ومصر والشام والثُّغور وطَرَسُوس والمَصَّيصة، واستقلّ بمُلك مصر سنتين وأربعة أشهر.
قرأت في تاريخ إبراهيم بن إسماعيل، إمام [1] مسجد الزبير: كان حيًّا في سنة بضع وسبعين وخمسمائة، قال: كان كافور شديد السَّاعد لا يكاد واحد يمدّ قوسه، فإذا جاءوه بِرَام دعا بقومه، فإنّ أظهر العجز ضحك وقدّمه وأثبته، وإنْ قوى على مدّه واستهان به عبس ونقصت منزلتُه عنده، ثم ذكر له حكايات تدلّ على أنَّه مُغْرًى بالرَّمْي، قال: وكان يداوم الجلوسَ للناس غدوة وعشيّة، وقيل كان يتهجّد ثم يمرّغ وجهه ساجدًا ويقول: اللَّهمّ لا تسلّط عليّ مخلوقًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى سنة ستَّ وقيل سنة سبعٍ وخمسين، عاش بِضعًا وستّين سنة.
ويقال إنّه وُجِد على ضريحه منقورًا:
ما بالُ قبرِكَ يا كافور مُنْفَرِدًا ... بالصّحصح المَرْت [2] بعد العسكر اللَّجَب
تدوس قَبرك أفناءُ [3] الرّجال وقد ... كانت أُسُودُ الثَّرى تخشاك في الكُتُب
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو بكر المُعيْطي من ولد عُقبة بن أبي مُعَيط.
شاعر مشهور عاش أربعا وسبعين سنة. [1] في الأصل «أقام» وهذا تصحيف. [2] المرت: مفازة لا نبات فيها. [3] وقيل: «آحاد» ، وفي الأصل «افتا» .
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 26 صفحه : 152