نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 604
أمير المؤمنين ابن المعتضد باللَّه أَبِي العبّاس أحمد بْن أَبِي أحمد طلحة بْن المتوكل عَلَى اللَّه العبّاسيّ.
بُويع بعد أخيه المكتفي باللَّه عليّ في سنة خمس وتسعين ومائتين، وسِنُّه ثلاث عشرة سنة، ولم يَلِ أمرَ الأَمّة قبله أحدٌ أصغر منه. ولهذا انخرم النظام في أيّامه، وجرت أشياء قد ذكرنا بعضها في الوقائع.
وقُتل في شوّال من السنة كما شرحنا. وقد خُلِع في أوائل خلافته لعبد اللَّه بْن المعتزّ، فلم يتم الأمر، وقُتِل ابن المعتّز، وأُعيدَ إلى الخلافة. ثمّ خُلِعَ في سنة سبْعٍ عشرة، وكتب خطّه لهم بخلع نفسه، وبايعوا أخاه القاهر باللَّه محمدا. ثمّ بعد ثلاثة أيّام أُعيد المقتدر، وجددت لَهُ البيعة.
وكان ربعة جميل الوجه، أبيض، مشربًا حُمْرة. قد عاجَلَه الشَّيْب بعارضيه [1] . وكان لَهُ يوم قُتِل ثمان وثلاثون سنة.
قَالَ المحسّن التّنُوخيّ: كَانَ جيّد العقل، صحيح الرّأي، ولكنّه مُؤْثِرًا للشَّهوات. لقد سَمِعْتُ أبا الحَسَن عليّ بْن عيسى يَقُولُ: ما هو إلّا أنّ يترك هذا الرجل، يعني المقتدر، النبيذ خمسة أيّام، فكان ربّما يكون في أصالة الرأي كالمأمون والمعتضد [2] .
وكان قتله في شوّال، رماه بربريُّ بحربة فقتله في موكبه. وقد ولي الخلافة من أولاده ثلاثة: الراضي، والمتقي، والمطيع. وهكذا اتفق للمتوكل، قتل وولي الخلافة من أولاده ثلاثة. المنتصر، والمعتّز، والمعتمد.
وفي أولاد الرشيد ثلاثة وُلّوا الأمر: الأمين، والمأمون، والمعتصم.
[ () ] 15/ 43- 56 رقم 24، وتاريخ ابن الوردي 1/ 262، 263، ومرآة الجنان 2/ 273، 280، والوافي بالوفيات 11/ 94، 95 رقم 151، والبداية والنهاية 11/ 169، 170، وصبح الأعشى 3/ 257، ومآثر الإنافة 1/ 274- 281، وتاريخ الخميس 2/ 386- 391، وتاريخ ابن خلدون 3/ 358- 391، والنجوم الزاهرة 3/ 233، 234، وتاريخ الخلفاء 278- 316، وشذرات الذهب 2/ 284، 285، وأخبار الدول 165- 167. [1] تاريخ بغداد 7/ 214. [2] تاريخ بغداد 7/ 218.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 604