نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 107
وكان له أربع زوجات يقسم لهنّ، ولا يخلو مع ذلك من سُرِّيَّة [1] . وكان يكُثر أكل الدّيوك الكبار تشترى له وتُسَمَّن [2] ، فقال بعض الطلبة: ما أظنّ أبا عبد الرحمن إلّا أنّه يشرب النّبيذ للنّضرة الّتي في وجهه.
وقال آخرون: لَيْت شِعْرنا، ما يقول في إتيان النّساء في أدبارهنّ؟ فَسُئِلَ فقال: النّبيذ حرام، ولا يصح في الدُّبُر شيء، ولكن حدَّث محمد بن كعب القُرَظيّ، عن ابن عبّاس قال: إسقِ حَرّثَك من حيث شئت [3] . فلا ينبغي أن يتجاوز قوله هذا الفصل.
سمعه الوزير ابن حنزابة، من محمد بن موسى المأمونيّ صاحب النِّسائيّ، وفيه: فسمعتُ قومًا ينكرون عليه كتاب «الخصائص» لعليّ رضى الله عنه وتَرْكَه تصْنيف فضائل الشّيخين. فذكرت له ذلك فقال: دخلت إلى دمشق والمُنْحَرِف عن عليّ بها كثير، فصنَّفتُ كتاب «الخصائص» رجاء أن يهديهم الله [4] .
ثُمَّ صَنَّفَ بَعْدَ ذَلِكَ «فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ» ، فَقِيلَ لَهُ وَأَنَا أَسْمَعُ: أَلَا تُخَرِّجُ «فَضَائِلَ مُعَاوِيَةَ» .
فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أُخَرِّجُ؟ «اللَّهمّ لَا تُشْبِعْ بَطْنَهُ» [5] ! [1] وفيات الأعيان 1/ 78. [2] تهذيب الكمال 1/ 337. [3] رواه البيهقي في السنن الكبرى 7/ 196 من طريق: سعيد بن منصور (صاحب السنن) ، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن كعب، عن ابن عباس رضي الله عنه، بلفظ: «اسق حرثك من حيث نباته» .
وانظر تخريج الحديث للشيخ شعيب الأرنئوط في: سير أعلام النبلاء 14/ 128، 129 بالحاشية (3) . [4] وفيات الأعيان 1/ 78. [5] جاء في هامش النسخة: «وهذا الحديث ليس فيه لعنة ولا سبّ» .
وقد أخرج أبو داود الطيالسي في مسندة (رقم 2688) حديثا من طريق: أبي عوانة، عن أبي حمزة القصاب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بعث إلى معاوية ليكتب له، فقال: إنه يأكل، ثم بعث إليه صلّى الله عليه وسلم، فقال: إنه يأكل، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا أشبع الله بطنه» .
وأخرجه مسلم في البرّ والصلة (رقم 2604) عن شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس، بلفظ آخر. وانظر رقم (2600) ، وأنساب الأشراف للبلاذري، ج 4 ق 1/ 125، 126 رقم 359، وتهذيب الكمال 1/ 338.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 107