نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 21 صفحه : 188
ومن كلامه: لا مُعين إِلا الله، ولا دليل إِلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا زاد إِلا التَّقوى، ولا عمل إِلا الصبر عَلَيْهِ [1] .
وَقَالَ: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمُصرّ هالك.
وَقَالَ: الجوع سرُّ الله في أرضه، لا يُودعه عند مَن يُذِيعه.
وَقَالَ إسْمَاعِيل بن عَليّ الأُبُليّ: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله بالبصْرة سنة ثمانين ومائتين يَقُولُ: العقل وحده لا يدلّ عَلَى قديم أَزَلِي فوق عرش مُحدث، نصبه الحقّ دِلالةً وعِلْمًا لنا، لتهتدي القلوبُ بِهِ إليه، ولا تُجاوزه، أي بما أثبت الحق فيها من نور الهداية، ولم يكلّفها علم ماهيّة هُويته. فلا كيف للاستواء عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ لا يجوز للمؤمن أن يَقُولُ: كيف الاستواء؟ لِمَ خلقَ الاستواء؟ وإنما عَلَيْهِ الرضى والتسليم، لقول النبي صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ «إِنَّهُ عَلَى عرشه» . وإنما سُمي الزنديق زنديقًا، لِأَنَّهُ وزن دق الكلام بمخبول عقله، وقياس هوى طبعه، وترك الأثر والاقتداء بالسنة، وتأول القرآن بالهوى. فعند ذَلِكَ لم يؤمن بأن الله عَلَى عرشه.
فسبحان من لا تكيّفه الأوهام موجودًا، ولا تمثله الأفكار محدودًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم [2] : نا أبي، نا أَبُو بَكْر الجوربي: سَمِعْتُ سهل بن عبد الله يَقُولُ: أصولنا ستة أشياء: التّمسّكُ بالقرآن، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكفّ الأذى [3] ، والتّوبة، وأداء الحقوق.
وعن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حُرم الصدق، ومن اشتغل بالفضول حُرم الورع، ومن ظنّ السوء حُرم اليقين. فَإِذَا حُرِم من هذه الثلاثة هلك [4] .
وَعَنْهُ قَالَ: من أخلاق الصَّديقين أن لا يُحلفوك باللَّه، ولا يغتابون، ولا يُغتاب عندهم، ولا يُشبعون بطونهم، وَإِذَا وعدوا لم يُخلفوا، ولا يمزحون أصلا [5] . [1] طبقات الصوفية للسلمي 211 رقم (24) ، وحلية الأولياء 10/ 198، والزهد الكبير للبيهقي 335 رقم 898. [2] في حلية الأولياء 10/ 190. [3] زاد في طبقات الصوفية للسلمي 210 رقم (19) ، والزهد الكبير للبيهقي 344 رقم 2942، والحلية: «واجتناب الآثام» . [4] حلية الأولياء 10/ 196 وفيه زيادة: «وهو مثبت في ديوان الأعداء» . وقارن بطبقات الصوفية 210 رقم (17) . [5] حلية الأولياء 10/ 201 وفيه العبارة: من أخلاق الصديقين ألا يحلفوا الله لا صادقين ولا كاذبين
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 21 صفحه : 188