نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 21 صفحه : 172
قد قُلْتُ لَمَّا هاج قلبي الذكرى ... وأعرضت وسط السّماء الشّعرى
ما أطيب اللّيل بسرّمن رأى [1]
فَقَالَ: ما أطيب الليل بمرج عذرا.
فأمر لَهُ أَبُو الجيش بمائة ألف دينار.
فَقُلْتُ: أيها الأمير، تعطي مغنيًا في بَدَلِ كلمة مائة ألف دينار، وتضايق المُعْتَضِد؟
فَقَالَ لي: كيف أعمل وقد أمرت، ولست أرجع؟.
فَقُلْتُ: نجعلها مائة ألف درهم.
فقال لي: أطْلقها له معجّلة، وما بقي [لَهُ] نبسطها في سنين حَتَّى تصل إِلَيْهِ [2] .
قَالَ ابن مسرور: وَحَدَّثَنِي أَبُو محمد، عن أَبِيهِ قَالَ: كنت مَعَ أبي الجيش عَلَى نهر ثور، فانحدر من الجبل أعرابي فأخذ بلجامه، فصاح بِهِ الغلمان فَقَالَ:
دعوه.
قَالَ: أيها الملك اسمع لي.
قَالَ: قُل.
فَقَالَ:
إنَّ السِّنان وحدَّ السيف لو نطقا ... لحَدّثا عنك بين النَّاس بالعَجَبِ
أفنيت [3] مالَك تُعطيه وتُنْهبُهُ ... يا آفة الفضّة البيضاءِ والذّهب
فأعطاه خمسمائة دينار.
فَقَالَ: أيها الملك زدني.
فَقَالَ للغلمان: اطرحوا سيوفكم ومنَاطقكم.
فَقَالَ: أيها الملك، أثْقَلتني.
قَالَ: أعطوه بَغْلا [4] .
ونقل غير واحد أَنَّ محمد بن أبي الساج قصد خُمَارَوَيْه في جيش عظيم
[1] هي: سرّ من رأى. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 179، 180. [3] في سير أعلام النبلاء 13/ 447: «أتلفت» . [4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 180.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 21 صفحه : 172