نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 21 صفحه : 105
وَقَالَ أبو الحُسَيْن العتكي: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم الحربي يَقُولُ لجماعة عنده:
من تُعدّون الغريب في زماننا؟
فَقَالَ واحد: الغريب من نأى عن وطنه.
وَقَالَ آخر: الغريب من فارق أحبابه.
وَقَالَ كل واحدٍ شيئًا، فَقَالَ: الغريب في زماننا رجل عاش بين قومٍ صالحين، إن أمر بالمعروف آزروه، وإن نهى عن منكر أعانوه، وإن احتاج إلى سبب من الدُّنْيَا مانوه، ثُمَّ ماتوا وتركوه [1] .
وَقَالَ أبو الفضل الزُّهري، عن أبيه، عن الحربي قَالَ: ما أنشدتُ بيتًا قط، إِلا قرأت بعده: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: [1][2] ثلاث مرات.
قَالَ السُّلمي: سألت الدَّارَقُطْنيّ عن إِبْرَاهِيم الحربي فَقَالَ: كان يُقاس بأحمد بن حَنْبَلٍ في زهده وعلمه وورعه.
وَقَالَ غيره: سيَّر المُعْتَضِد إلى إِبْرَاهِيم الحربي عشرة آلاف، فردّها، فَقِيلَ له: فرِّقها. فأبى [3] .
ثُمَّ لَمَّا مرض سيَّر إليه المُعْتَضِد ألف دينار، فلم يقبلها. فخاصمته ابنته فَقَالَ: أتخشين إِذَا متُّ الفقر؟ قَالَتْ: نعم.
قَالَ: في تِلْكَ الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولُغوية وغير ذَلِكَ، كتبتها بخطي، فبيعي منها كل يومٍ جزءًا بدرهم وأنفقيه [4] .
تُوُفِّي لسبعٍ بقين من ذي الحجة سنة خمسٍ وثمانين، وصلّى عليه يوسف القاضي. وكانت جنازته مشهودة.
111- إِبْرَاهِيم بن إسْمَاعِيل البغدادي السوطي [5] .
عن: عفّان. [1] تاريخ بغداد 6/ 36، طبقات الحنابلة 1/ 89. [2] أول سورة الإخلاص. [3] طبقات الحنابلة 1/ 88. [4] انظر: تاريخ بغداد 6/ 33، طبقات الحنابلة 1/ 88. [5] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل السوطي) في:
تاريخ بغداد 6/ 23، 24 رقم 3055.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 21 صفحه : 105