نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 18 صفحه : 356
بما بيننا من حُرمة: هَلْ رأيتما ... أرقّ من الشَّكوى وأقسى من الهجر؟
وأفصح من عين المُحِبّ لسِتره ... ولا سيّما إنْ أطْلَقَتْ عبرةً تجري [1]
وله:
نُوّبُ الزمان كثيرة وأشدُّها ... شمل تحكم فِيهِ يومُ فراق
يا قلبُ لِمَ عرُّضتَ نفسَك للهوى؟ ... أوَ مَا رَأَيْت مصارعُ العُشَّاق [2]
وكان ناصبيّا منحرفًا عن عليّ عليه السّلام [3] . وقع فِي الآخر بينه وبين المتوكّل لكونه هجاه، فنفاه وكتبَ إلى ابن طاهر الأمير فصلَبه يومًا كاملا [4] ، ثُمَّ أطلقه. فسافر وتنقّل إلى الشام، فورد على المستعين كتابٌ من صاحب البريد بحلب أنّ عليّ بْن الْجَهْم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعةٌ معه خيل من كلْب، فقاتلهم قتالا شديدًا دون ماله، فأُثْخِن بالجراح، ولَحِقَه النّاس بآخر رَمَق [5] ، فمات فِي سنة تسعٍ وأربعين.
وكانت بينه وبين أَبِي تمّام الطّائيّ مَوَدّة أكيدة [6] .
ويقال كان عليّ بْن الْجَهْم فِي المحدِّثين كالنّابغة فِي المتقدّمين، لأنّه اعتذر إلى المتوكّل بما لا يقصّر عن اعتذارات النّابغة إلى النُّعمان.
فمن ذلك:
عفا اللَّه عنك أما حُرْمه ... تعوذ بعفوك أنّ أبعَدا
ألم تَر عبدًا عدا طَوْرَه ... ومولى عفا وشيدًا هدا
أقِلْني أقالك مَن لم يزلْ ... يقيكَ ويَصرِفُ عنك الرّدا
وله في حبسه:
[1] مروج الذهب 4/ 113.
[2] تاريخ بغداد 11/ 368. [3] مروج الذهب 4/ 111. [4] وفيات الأعيان 3/ 355. [5] وفيات الأعيان 3/ 356. [6] وفيات الأعيان 3/ 356.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 18 صفحه : 356