نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 723
غزنة [1] ، وما وراءها جنوبا إلى الهند. وأجاز إلى بلاد الهند، فافتتح منها كثيرا، واستخرج من كنوزها ذخائر لم يعثر عليها أحد قبله. وأقامت الملّة على هذا النّمط إلى انقضاء المائة الرّابعة، وكان التّرك منذ تعبّدوا للعرب، وأسلموا على ما بأيديهم وراء النّهر، من كاشغر [2] ، والصّاغون إلى فرغانة [3] ، وولّاهم الخلفاء عليها، فاستحدثوا بها ملكا، وكانت بوادي التّرك في تلك النواحي منتجعة أمطار السماء، وعشب الأرض، وكان الظهور فيهم لقبيلة الغزّ من شعوبهم، وهم الخوز، إلا أن استعمال العرب لها عرّب خاءها المعجمة غينا، وأدغمت واوها في الزّاي الثانية، فصارت زايا واحدة مشدّدة. وكانت رياسة الغزّ هؤلاء في بني سلجوق بن ميكائيل، وكانوا يستخدمون لملوك التّرك بتركستان تارة، ولملوك بني سامان في بخارى أخرى.
وتحدث بينهما الفتنة، فيتألّفون من شاءوا منهما [4] ، ولما تغلّب محمود بن سبكتكين [5] على بني سامان، وأجاز من خراسان فنزل بخارى [6] ، واقتعد كرسيّهم، وتقبّض على كبار بني سلجوق هؤلاء، وحبسهم بخراسان. ثم مات وقام بالأمر أخوه مسعود [7] ، فملك مكانه، وانتقض عليه بنو سلجوق [8] هؤلاء، وأجاز الغزّ إلى خراسان فملكوها، وملكوا طبرستان من يد الدّيلم، ثم أصبهان [9] [1] غزنة: مدينة من مدن افغانستان، وكانت عاصمة الدولة التي أسسها نصر الدين محمود بن سبكتكين سنة 366، والتي استمرت الى سنة 578 هجرية. العبر م 4. [2] كانت كاشغر قاعدة «التركستان» وكانت تسمى أيضا «أزدوكند» وهي اليوم في الصين «معجم البلدان) صبح الأعشى 4/ 440. [3] فرغانة كورة واسعة فيما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان. (معجم البلدان) . [4] انظر كلمة موجزة عن الغز في تاريخ أبي الفداء 3/ 27 وما بعدها. [5] هو محمود بن ناصر الدولة بن سبكتكين (361- 421) ، يلقب سيف الدولة، ويمين الدولة. وليمين الدولة هذا ينسب التاريخ «اليميني» الّذي ألفه له ابو نصر العتبي. ترجمة يمين الدولة في «الوفيات» 2/ 110- 114، وانظر تاريخ أبي الفداء 2/ 165. [6] تقع بخارى اليوم في جمهورية الاتحاد السوفياتي، وكانت قاعدة الدولة السامانية، فتحت فيما بين سنتي 53، 55 هـ، في أيام معاوية. ياقوت (معجم البلدان) . [7] هكذا في الأصل: «أخوه مسعود» . وهو سبق قلم، والصواب: «ابنه مسعود» العبر م 4، «تاريخ دول آل سلجوق» ص 8. [8] ابتدأت الدولة السلجوقية في خلافة القائم بأمر الله العباسي سنة 432، وانتهت في سنة 572، تاريخ أبي الفداء 2/ 171 وما بعدها، العبر 5/ 1 وما بعدها. وقد خص هذه الدولة بالتأليف العماد الأصفهاني، وطبع مختصر لكتاب العماد بالقاهرة سنة 1900 م.
[9] كذا بالأصل، أصبهان، وكذا في أكثر الكتب القديمة. وهي: أصفهان بفتح الهمزة وكسرها: مدينة
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 723