نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 662
بقاء جميلا، يعقد لواء الفخر، ويعلى منار الفضل، ويرفع عماد المجد، ويوضح معالم السيادة [1] ، ويرسل أشعّة السعادة، ويفيض أنوار الهداية، ويطلق ألسنة المحامد، وينير [2] أفق المعارف، ويعذب مورد العناية، ويمتع بعمر النهاية ولا نهاية.
بآي التحيات أفاتحك وقدرك أعلى، ومطلع فضلك أوضح وأجلى، إن قلت تحية كسرى في الثناء وتبّع، فأثرك لا يقتفي ولا يتبع، تلك تحية عجماء لا تبين ولا تبين، وزمزمة نافرها اللسان العربيّ المبين، وهذه جهالة جهلاء، لا ينطبق على حروفها الاستعلاء، قد محا رسومها الخفاء، وعلى آثار دمنتها العفاء، وإن كانت التحيّتان طالما أوجف بهما الركاب وقعقع البريد، ولكن أين يقعان مما أريد.
تحيّة الإسلام أصل في الفخر نسبا. وأوصل بالشرع سببا، فالأولى أن نحيّيك بما حيّا الله في كتابه رسله وأنبياءه، وحيّت به ملائكته في جواره أولياءه، فأقول:
السلام عليكم يرسل من رحمة الله غماما ويفتق من الطّروس عن أزهار المحامد كماما، ويستصحب من البركات ما يكون على التي هي أحسن من ذلك مقاما، وأجدّد السؤال عن الحال الحالية بالعلم والدين المستمدّة من أنوارها سرج المهتدين. زادها الله صلاحا وعرفها نجاحا يتبع فلاحا، وأقرّر ما عندي من تعظيم ارتقي كل آونة شرفه، واعتقاد جميل يرفع عن وجه البدر كلفه، وثناء، أنشر بيدك البيضاء صحفه، وعلى ذلك أيّها السيّد المالك، فقد تشعبت عليّ في مخاطبتك المسالك، إن أخذت في تقرير فضلك العميم، ونسبك الصّميم، فو الله ما أدري بأيّ بيعة لفخرك تدفع الظلم، وفي أيّ بحر من ثنائك يسبح القلم، الأمر جلل، والشّمس تكبر على حلي وحلل، وإن أخذت في شكاة الفراق، والاستعداء على الأشواق اتّسع المجال، وحصرت الرويّة والارتجال، فالأولى أن أثرك عذبة اللسان تلعب بها رياح الأشواق وأسلة اليراع، تخضب مفارق الطّروس بصبيغ الحبر المراق، وغيرك من تركض في مخاطبته جياد اليراع، في مجال الرقاع، مستولية على أمد الإبداع والاختراع، فإنما هو بثّ يبكي، وفراق يشكي، فيعلم الله مرضي [3] عن أن أشافه [1] وفي نسخة ثانية: السؤدد. [2] وفي نسخة ثانية: وينشر أفق المعارف. [3] وفي نسخة ثانية: جرحي.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 662