نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 651
جيوشه وأعوانه- يخص الحضرة السّنية السّرية، المظفّرة الميمونة، المنصورة المصونة، حضرة السلطان العالم، العادل المؤيّد، المجاهد الأوحد، أبي العبّاس، ذخر الإسلام والمسلمين، عدّة الدنيا والدين، قدوة الموحّدين، ناصر الغزاة والمجاهدين، سيف جماعة الشاكرين، صلاح الدّول. لا زالت مملكته بقوّته عامرة، ومهابته لنفوس الجبابرة قاهرة، ومعدلته تبوّئه غرفات العز في الدنيا والاخرة. سلام صفا ورده وضفا برده، وثناء فاح ندّه، ولاح سعده، ووداد زاد وجده، وجاد جدّه.
امّا بعد حمد الله الّذي جعل القلوب أجنادا مجنّدة، وأسباب الوداد على البعاد مؤكّدة، ووسائل المحبّة بين الملوك في كلّ يوم مجدّدة، والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا محمد عبده ورسوله، الّذي نصره الله بالرّعب مسيرة شهر وأيّده [1] وأعلى به منار الدين وشيّده، وعلى آله وأصحابه الذين اقتفوا طريقه وسؤدده، صلاة دائمة مؤبّدة. فإننا نوضّح لعلمه الكريم، أن الله- وله الحمد- جعل جبلّتنا الشريفة مجبولة على تعظيم العلم الشريف وأهله، ورفعة شأنه، ونشر إعلامه، ومحبّة أهله وخدّامه، وتيسير مقاصدهم، وتحقيق أملهم، والإحسان إليهم، والتقرّب إلى الله بذلك في السّر والعلانية، فإن العلماء رضي الله عنهم ورثة الأنبياء وقرّة عين الأولياء، وهداة خلق الله في أرضه، لا سيمّا من رزقه الله الدّراية فيما علمه من ذلك، وهداه للدخول إليه من أحسن المسالك، مثل من سطّرنا هذه المكاتبة بسببه: المجلس [2] .
السامي، الشّيخي، الأجلّي، الكبيري، العالمي، الفاضلي، الأثيلي، الأثيري، الإمامي، العلّامي القدوة، المقتدي، الفريدي، المحقّقي، الأصيلي، الأوحدي، الماجدي، الولوي [3] ، جمال الإسلام والمسلمين، جمال العلماء في العالمين، أوحد الفضلاء، قدوة البلغاء، علامة الأمّة، إمام الأئمّة، مفيد [1] يشير الى حديث الصحيحين: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» . (كنوز الحقائق) للمناوي. [2] هذا النوع من الحلي والألقاب الخاصة بأرباب الوظائف الدينية، يأتي في المرتبة الثالثة، فالأولى: درجة «المقر» ، والثانية: درجة «الجناب» ، والثالثة: درجة «المجلس» ، ولكل من الدرجات فروع، و «المجلس السامي» أحد فروع درجة «المجلس» . وانظر تفصيل القول عن هذه الاستعمالات في صبح الأعشى 7/ 15، 154- 159. [3] هذه النسبة الى «ولي الدين» .
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 651