responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 636
وركب الوزير أبو بكر لقتالهم فلم يطق، وولّى منهزما فانحجر بالبلد الجديد [1] ، وخيّم القوم بكدية العرائس محاصرين له، وذلك أيام عيد الفطر من سنة خمس وسبعين وسبعمائة فحاصروها ثلاثة أشهر وأخذوا بمخنقها إلى أن جهد الحصار الوزير ومن معه، فأذعن للصلح على خلع الصبيّ المنصوب السعيد ابن السلطان عبد العزيز، وخروجه إلى السلطان أبي العباس ابن عمّه، والبيعة له، وكان السلطان أبو العبّاس والأمير عبد الرحمن قد تعاهدوا عند الاجتماع بوادي النجا على التعاون والتناصر، على أنّ الملك للسلطان أبي العبّاس بسائر أعمال المغرب، وأنّ للأمير عبد الرحمن بلد سجلماسة ودرعة [2] والأعمال التي كانت لجدّه السلطان أبي علي أخي السلطان أبي الحسن. ثم بدا للأمير عبد الرحمن في ذلك أيام الحصار، واشتطّ بطلب مراكش وأعمالها فأغضوا له في ذلك، وشارطوه على ذلك حتى يتمّ لهم الفتح، فلما انعقد ما بين السلطان أبي العبّاس والوزير أبي بكر، وخرج إليه من البلد الجديد، وخلع سلطانه الصبيّ المنصوب، ودخل السلطان أبو العبّاس إلى دار الملك فاتح ست وسبعين وسبعمائة وارتحل الأمير عبد الرحمن يغذّ السير إلى مراكش، وبدا للسلطان أبي العبّاس ووزيره محمد بن عثمان في شأنه، فسرّحوا العساكر في اتباعه، وانتهوا خلفه إلى وادي بهت فواقفوه ساعة من نهار، ثم أحجموا عنه، وولّوا على راياتهم، وسار هو إلى مراكش، ورجع عنه وزيره مسعود بن ماسي بعد أن طلب منه الإجازة إلى الأندلس يتودّع بها، فسرّحه لذلك، وسار إلى مراكش فملكها.
وأمّا أنا فكنت مقيما بفاس في ظلّ الدولة وعنايتها، منذ قدمت على الوزير سنة أربع وسبعين وسبعمائة كما مرّ، عاكفا على قراءة العلم وتدريسه، فلمّا جاء السلطان أبو العبّاس والأمير عبد الرحمن وعسكروا بكدية العرائس، وخرج أهل الدولة إليهم من الفقهاء والكتاب والجند، وأذن للناس جميعا في مباكرة أبواب السلطانين من غير نكير في ذلك، فكنت أبا كرهما معا، وكان بيني وبين الوزير محمد بن عثمان ما مرّ

[1] البلد الجديد: تسمّى أيضا المدينة البيضاء، وفاس الجديد، بناها يعقوب بن عبد الحق المريني على وادي فاس سنة 764.
[2] درعة: وتنطق درا وكذلك تكتب على الخرائط، وهي مقاطعة كبيرة وراء جبال أطلس شرقي إقليم السوس، تصل حدودها الى البحر المحيط من مدن هذا الإقليم: ورزازت في السفح الجنوبي لجبال أطلس وسكانها مختلطين من العرب وبربر صنهاجة. وهذا الإقليم هو الموطن الأصلي لدولة السعديين بالمغرب.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 636
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست