نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 610
الاعتقال، والقيود الثقال، وأضرعهم الإسار وجلّلهم الإنكسار، فجدّلوهم [1] في مصرع واحد، وتركوهم عبرة للرّائي والمشاهد، وأهدوا بوقيعتهم إلى الإسلام ثكل الواجد [2] ، وترة الماجد [3] ، فكبسناها كبسا، وفجأناها بإلهام من لا يضلّ ولا ينسى وصبّحتها الخيل، ثم تلاحق الرّجل لمّا جنّ الليل، وحاق بها الويل، فأبيح منها الذّمار [4] ، وأخذها الدّمار، ومحقت [5] من مصانعها البيض الأهلّة وخسفت الأقمار، وشفيت من دماء أهلها الضّلوع الحرار [6] ، وسلّطت على هياكلها النّار، واستولى على الآلاف العديدة من سبيها، وانتهى إلى إشبيلية الثّكلى المغار [7] فجلّل وجوه من بها من كبار النّصرانية الصّغار [8] ، واستولت الأيدي على ما لا يسعه الوصف ولا تقله [9] الأوقار [10] .
وعدنا والأرض تموج سبيا، لم نترك بعفرين شبلا [11] ولا بوجرة ظبيا [12] ، والعقائل [13] حسرى، والعيون يبهرها الصّنع الأسرى [14] وصبح السّرى قد حمد من بعد المسرى [15] ، فسبحان الّذي أسرى [16] ، ولسان الحميّة ينادي، في تلك الكنائس المخرّبة والنّوادي: يا لثارات الأسرى! [1] فجدلوهم: صرعوهم. [2] الثكل: فقد المرأة ولدها، وفقد الرجل ولده أيضا، والواجد: الغضبان. [3] الترة: الذحل والثأر. والماجد: الكريم، ومن له آباء متقدمون في الشرف. [4] الذمار: ما وراء الرجل مما يحق له ان يحميه. والدمار (بالمهملة) : الهلاك. [5] المحق: النقصان وذهاب البركة. لسان العرب (محق) . [6] الضلوع الحرار: العطشى. [7] المغار: مصدر ميمي بمعنى الإغارة. [8] جلل وجوههم: عم وجوههم. والصغار: الذل. [9] أقل الشيء: أطاق حمله. [10] الأوقار: جمع وقر، وهو الجمل. وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار. [11] عفرين بلد تكثر فيه الأسود. والشبل: ولد الأسود. [12] وجرة: فلاة بوسط نجد، لا تخلو من شجر، ومياه، ومرعى. والوحش فيها كثير. (تاج- وجر) . [13] جمع عقيلة، وهي المرأة الكريمة، النفيسة. [14] الصنع الأسرى: الأشراف، والأرفع. [15] ينظر الى المثل: «عند الصباح يحمد القوم السري» ، الّذي يضرب للرجل يحتمل الشقة رجاء الراحة.
انظر الميدان 2/ 304. [16] اقتباس من الآية 1 من سورة الإسراء. وأسرى: سار ليلا.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 610