responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 602
وأشهب تغشّى من لونه مفاضة، وتسربل منه لأمة فضفاضة، قد احتفل زينه، لمّا رقم بالنّبال لجينه، فهو الأشمط، الّذي حقه لا يغمط، والدّارع [1] المسارع، والأعزل الذّارع [2] ، وراقي الهضاب الفارع، ومكتوب الكتيبة البارع [3] . وأكرم به من مرتاض سالك، ومجتهد على غايات السّابقين الأولين متهالك، وأشهب [4] يروي من الخليفة، ذي الشّيم المنيفة، عن مالك.
وحبارى [5] كلّما سابق وبارى، استعار جناح الحبارى، فإذا أعملت الحسبة، قيل من هنا جاءت النّسبة، طرد النّمر، لما عظم أمره وأمر [6] ، فنسخ وجوده بعدمه، وابتزّه الفروة ملطّخة بدمه، وكأنّ مضاعف الورد نثر عليه من طبقة، أو الفلك، لمّا ذهب الحلك، مزج فيه بياض صبحه بحمرة شفقه....
وقرطاسي حقّه لا يجهل
، «متى ما ترقّى العين فيه تسفّل» [7] ،
إن نزع عنه جلّة [8] ، فهو نجم كلّه، انفرد بمادّة الألوان، قبل أن تشوبها يد الأكوان، أو تمزجها أقلام الملوان [9] ، يتقدّم الكتيبة منه لواء ناصع، أو أبيض مناصع [10] ، لبس وقار المشيب، في ريعان العمر القشيب، وأنصتت الآذان من صهيلة المطيل المطيب، لمّا ارتدى بالبياض إلى نغمة الخطيب، وإن تعتّب منه للتأخير متعتّب، قلنا: الواو لا ترتب [11] ، ما بين فحل وحرّة، وبهرمانة [12] ودرّة، ويا لله

[1] رجل دارع: ذو درع.
[2] ذرع: أسرع، كأنه لسرعته يقيس المسافات بالذراع.
[3] الفارع: المرتفع، الحسن، والبارع: التام في كل فضيلة.
[4] يوري بأشهب بن عبد العزيز المالكي أبو عمر المصري. وقد تقدم ذكره.
[5] الحباري: لونه لون الحباري. والحباري بضم الحاء، وفتح الباء المخففة، وراء مفتوحة بعد ألف: طائر رمادي اللون، وهو أشد الطير طيرانا، وأبعدها شوطا. ولذلك يقول: ان سرعة هذا الفرس تأتي من شبهه بالحبارى الّذي له هذه الصفة. حياة الحيوان للدميري 1/ 196.
[6] أمر: كثر.
[7] عجز بيت لامرئ القيس وصدره:
ورحنا يكاد الطرف بقشر دونه متى إلخ.
وفي الأصول: «..... فيه تسهل» . والمثبت رواية الديوان، وشرحه للبطليوسي ص 34 طبع التقدم سنة 1223 هـ.
[8] جل الفرس، وجاله: الغطاء الّذي تلبسه إياه لتصونه.
[9] الملوان: الليل والنهار.
[10] الناصع: الخالص من كل شيء، والمناصع: المجالس. جمع منصع.
[11] يشير الى قول النحاة: ان العطف بالواو لا يفيد ترتيبا بين معطوفاتها.
[12] البهرمان: نبات بأرض العرب يصبغ به، يقال له العصفر، ولونه دون الأرجوان في الحمرة.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست