نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 595
حمراء غرناطة، حرسها الله، وأيام الإسلام، بعناية الملك العلّام تحتفل وفود الملائكة الكرام، لولائمها وأعراسها، وطّاعين الطّعان، في عدوّ الدّين المعان، تجدّد عهدها بعام عمواسها [1] .
والحمد للَّه حمدا معادا يقيّد شوارد النّعم، ويستدرّ مواهب الجود والكرم ويؤمّن من انتكاث الجدود [2] وانتكاسها [3] ، وليّ الآمال ومكاسها [4] ، وخلافتكم هي المثابة التي يزهى الوجود بمحاسن مجدها، زهو الرياض بوردها وآسها، وتستمدّ أضواء الفضائل من مقباسها [5] ، وتروي رواة الإفادة، والإجادة غريب الوجادة [6] ، عن ضحّاكها وعبّاسها [7] . وإلى هذا أعلى الله معارج قدركم، وقد فعل، وأنطق بحجج فخركم من احتفى وانتعل، فإنّه وصلنا كتابكم الّذي حسبناه، على صنائع الله لنا، تميمة [8] لا تلقع [9] بعدها عين، وجعلناه- على حلل مواهبه- قلادة لا يحتاج معها زين، ودعوناه من جيب الكنانة [10] آية بيضاء الكتابة، لم يبق معها شكّ ولا مين، وقرأنا منه وثيقة ودّ هضم فيها عن غريم الزّمان دين، ورأينا منه إنشاء، خدم اليراع بين يديه وشّاء، واحتزم بهميان [11] عقدته مشّاء، وسئل عن معانيه الاختراع فقال: «إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً» 56: 35 [1] عمواس، بفتح العين والميم، وبسكون الميم مع فتح العين أو كسرها: قرية بفلسطين بين الرملة وبيت المقدس. وفيها وقع الطاعون الّذي كان في سنة 18 هـ، مات فيه كثير من الناس، ويقال انه أول طاعون كان في الإسلام. تاريخ الطبري 4/ 201- 203، معجم البلدان، تاج العروس (عمس) . [2] انتكث: انصرف. والجد: الحظ والبخت، والجمع: الجدود. [3] انتكس: انقلب على رأسه، وخاب وخسر. [4] المكاس: المشاحة، والمشاكسة. [5] أقبس فلان: أعطى نارا، والمقباس: ما قبست به النار. [6] الوجادة (بالكسر) : أن تجد بخط غيرك شيئا، فتقول عند الرواية: وجدت بخط فلان كذا، وحينذاك يقال: «هذه رواية بالوجادة» .
وللمحدثين في كيفية التحديث عن طريق الوجادة، ودرجة الثقة بها، وشروطها، تفصيل تجده في «فتح المغيث» للعراقي 3/ 15 وما بعدها. [7] المسمون ب «الضحاك» ، و «عباس» من المحدثين كثير، وليس يريد ابن الخطيب أحدا منهم بعينه، وانما يقصد الى «الطباق» بين ضحاك، وعباس. [8] التميمة: عوذة تعلق على الإنسان يتعود بها. [9] لقعه بعينه: أصابه بها، ويقول أبو عبيدة: ان اللقع لم يسمع الا في الإصابة بالعين. [10] الكنانة: جعبة الشهام تتخذ من جلود لا خشب فيها. [11] الهميان (بالكسر) : المنطقة، والكلام على تشبيه القلم المتخذ من القصب، وفي وسطه عقدة، بالرجل قد اتخذ منطقة في وسطه.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 595