نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 593
سلام كريم كما حملت أحاديث الازهار نسمات الأسحار، وروت ثغور الاقاحي والبهار، عن مسلسلات الأنهار، وتجلى على منصة الاشتهار، وجه عروس النّهار، يخص خلافتكم الكريمة النّجار، العزيزة الجار ورحمة الله وبركاته.
أما بعد حمد الله الّذي أخفى حكمته البالغة عن أذهان البشر، فعجزت عن قياسها، وجعل الأرواح «اجنادا مجنّدة» - كما ورد في الخبر [1]- تحنّ الى أجناسها، منجد هذه الملّة من أوليائه الجلّة بمن يروض الآمال بعد شماسها [2] ، وييسّر الأغراض قبل التماسها، ويعنى بتجديد المودّات في ذاته وابتغاء مرضاته على حين أخلاف لباسها، الملك الحقّ، وأصل الأسباب بحوله بعد انتكاث امراسها [3] ومغني النفوس بطوله، بعد إفلاسها- حمدا يدرّ أخلاف [4] النّعم بعد إبساسها [5] ، وينشر رمم الأموال من أرماسها [6] ، ويقدس النّفوس بصفات ملائكة السموات بعد إبلاسها [7] .
والصلاة والسّلام على سيّدنا ومولانا محمد رسوله سراج الهداية ونبراسها [8] عند اقتناء الأنوار واقتباسها، مطهّر الأرض من أوضارها [9] وأدناسها، ومصطفى الله من بين ناسها، وسيّد الرّسل الكرام ما بين شيثها وإلياسها، الآتي مهيمنا على آثارها، في حين فترتها [10] ومن بعد نصرتها واستيئاسها [11] ، مرغم الضّراغم في أخياسها [12] ، بعد افترارها وافتراسها [13] ، ومعفّر أجرام الأصنام ومصّمت أجراسها. [1] يشير الى الحديث: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف» . [2] شمست الدابة شماسا. شردت وجمحت. [3] جمع مرس، وهو الحبل. وانتكث الحبل. انتقض بعد ان كان مبرما. [4] الأخلاف، جمع خلف (بالكسر) ، وهو الضرع. [5] أبس بالناقة. دعا ولدها لتدر على حالبها. [6] جمع رمس، وهو القبر. [7] الإبلاس: القنوط، وقطع الرجاء. [8] النبراس (بالكسر) : المصباح. [9] أو ضارها: ج وضر: وسخ. [10] الفترة: ما بين كل نبيين، أو رسولين من زمان انقطعت فيه الرسالة. [11] استيأس: يئس، وابن الخطيب ينظر الى الآية: «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا 12: 110 ... إلخ» . [12] جمع خيس، وهو موضع الأسد. [13] افتر الأسد: أبدى أسنانه، يريد بعد أن كانت تفتر عن أسنانها وتفترس.
ابن خلدون م 38 ج 7
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 593