responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 535
فحفظه، وقرأه بالسبع. ثم عكف على كتاب التسهيل في العربية فحفظه، ثم على مختصر ابن الحاجب في الفقه والأصول فحفظهما. ثم لزم الفقيه عمران المشدّالي من تلاميذ أبي علي ناصر الدين، وتفقّه عليه، وبرز في العلوم إلى حيث لم تلحق غايته. وبنى السلطان أبو تاشفين مدرسة بتلمسان، فقدّمه للتدريس بها، يضاهي به أولاد الإمام، وتفقّه عليه بتلمسان جماعة كان من أوفرهم سهما في العلوم أبو عبد الله المغربي هذا.
ولما جاء شيخا أبو عبد الله الأيلّي إلى تلمسان عند استيلاء السلطان أبي الحسن عليها، وكان أبو عبد الله السلوي قد قتل يوم فتح تلمسان، قتله بعض أشياع السلطان لذنب أسلفه في خدمة أخيه أبي علي بسجلماسة قبل انتحاله العلم، كان السلطان توعّده عليه، فقتل بباب المدرسة، فلزم أبو عبد الله المغربي بعده مجلس شيخنا الأيلي ومجالس ابني الإمام. واستبحر في العلم وتفنّن. ولما انتقض السلطان أبو عنان سنة تسع وأربعين وسبعمائة وخلع أباه، ندبه إلى كتب البيعة فكتبها وقرأها على الناس في يوم مشهود. وارتحل مع السلطان إلى فاس، فلمّا ملكها عزل قاضيها الشيخ المعمّر أبا عبد الله بن عبد الرزاق وولّاه مكانه، فلم يزل قاضيا بها إلى أن أسخطه لبعض النزعات الملوكيّة، فعزله وأدال منه بالفقيه أبي عبد الله الفشتالي [1] آخر سنة ست وخمسين وسبعمائة، ثم بعثه في سفارة إلى الأندلس فامتنع من الرجوع. وقام السلطان لها في ركابه، ونقم [2] على صاحب الأندلس تمسّكه به، وبعث إليه فيه يستقدمه، فلاذ ابن الأحمر بالشفاعة فيه، واقتضى له كتاب أمان بخط السلطان أبي عنان، وأوفده في جماعة من شيوخ العلم بغرناطة القاطنين بها [3] منهم: شيخنا أبو القاسم الشريف السبتي شيخ الدنيا جلالة وعلما ووقارا ورياسة وإمام اللسان فصاحة وبيانا [4] وتقدّما في نظمه ونثره. وترسّلاته. وشيخنا الآخر أبو البركات محمد بن محمد بن الحاج البلقيني [5] من أهل المرية شيخ المحدّثين والفقهاء والأدباء والصوفية والخطباء

[1] القشتالي: هو أبو عبد الله محمد بن أحمد القشتالي القاضي بفاس، كان بيته معمورا بالجود والخير والصلاح، وكان أبو عبد الله هذا أحد اعلام المغرب (الإحاطة 2/ 133) .
[2] وفي نسخة ثانية: ونكر.
[3] وفي نسخة ثانية: وأوفده مع الجماعة من شيوخ العلم بغرناطة ومنهم القاصيان بغرناطة.
[4] وفي نسخة ثانية: وامام اللسان حوكا ونقدا.
[5] وفي نسخة ثانية: البلّفيقي: وهو محمد بن محمد بن إبراهيم ابن الحاج البلفيقي (708- 770) طبقات القراء 2/ 235.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست