نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 461
أشهر يغاديها القتال ويراوحها. وكان أحمد بن محمد الصبيحي من الذين بوءوا المقاعد لقتالها، فهمّ بالانتقاض وحدّثته نفسه بغدرة السلطان والتوثّب به. وسعى بذلك إلى السلطان، فتقبّض عليه وحبسه. وبعث السلطان بالنفير إلى أعماله، فتوافت الأمداد من كل ناحية، وبعث إليه صاحب الأندلس مددا من العسكر. فلما اشتدّ القتال والحصار بالأمير عبد الرحمن ونفذت الأقوات، وأيقن أصحابه بالهلكة، وأهمّتهم أنفسهم. وهرب عنه وزيره محمد بن عمر [1] شيخ الهساكرة والمصامدة لعهد السلطان أبي الحسن وابنه، وقد مرّ ذكره. فلمّا لحق هذا بالسلطان وعلم أنه إنّما جاء مضطرا قبض عليه وحبسه. ثم انفضّ الناس عن الأمير عبد الرحمن ونزلوا من الأسوار ناجين إلى السلطان. وأصبح في قصبته منفردا، وقد بات ليلته يراوض ولديه على الاستماتة وهما: أبو عامر وسليم. وركب السلطان من الغد في التعبية وجاء إلى القصبة فاقتحمها بمقدّمته، ولقيهم الأمير عبد الرحمن وولداه مباشرا إلى الميدان بين أبواب دورهم، فجالوا معهم جولة قتل فيها ولداه، تولّى قتلهم علي بن إدريس وزيّان بن عمر الوطاسي وطال ما كان زيّان يمتري يدي نعمهم [2] ويجر ذيله خيلاء في جاههم، فذهب مثلا في كفران النعمة وسوء الجزاء.
والله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ. 4: 40 وكان ذلك خاتم جمادى الأخيرة سنة أربع وثمانين وسبعمائة لعشر سنين من إمارته على مراكش. ثم رحل السلطان منقلبا إلى فاس، وقد استولى على سائر أعمال المغرب، وظفر بعدوّه ودفع النازعين عن ملكه. والله أعلم.
(اجلاب العرب على المغرب في مغيب السلطان بغرية من ولد أبي علي وأبي تاشفين بن أبي حمو صاحب تلمسان ومجيء أبي حمو على أثرهم)
كان أولاد حسين من عرب المعقل مخالفين على السلطان من قبل مسيره إلى مراكش.
وكان شيخهم يوسف بن علي بن غانم قد حدثت بينه وبين الوزير القائم على الدولة [1] وفي نسخة ثانية: فهرب عنه وزيره نجوّ بن العلم من بقية بيت محمد بن عمر. وفي نسخة أخرى يجو. [2] وفي نسخة ثانية: كان يمتري ثدي نعمتهم.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 461