نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 454
وكنّا عظاما فصرنا عظاما ... وكنّا نقوت فها نحن قوت
وكنّا شموس سماء العلا ... عزين فناحت عليها البيوت [1]
فكم جزلت ذا الحسام الظبا ... وذو البحث كم جدّلته التحوت [2]
وكم سيق للقبر في خرقة ... فتى ملئت من كساه التخوت
فقل للعدا ذهب ابن الخطيب ... وفات ومن ذا الّذي لا يفوت
فمن كان يفرح منكم له ... فقل يفرح اليوم من لا يموت
(الخبر عن اجازة سليمان بن داود الأندلس ومقامه إلى أن هلك بها)
كان سليمان بن داود هذا منذ عضّته الخطوب واختلفت عليه النكبات [3] يروم الفرار بنفسه إلى الأندلس للمقامة مع غزاة المجاهدين من قومه. ولما استقرّ السلطان ابن الأحمر بفاس عند خلعه ووفادته على السلطان أبي سالم سنة إحدى وستين وسبعمائة وداخله سليمان بن داود في تأميل الكون عنده، فعاهده على ذلك وأن يقدّمه على الغزاة المجاهدين من قومه. ولما عاد إلى ملكه وفد عليه سليمان بن داود بغرناطة في سبيل السفارة عن عمر بن عبد الله سنة ست وستين وسبعمائة وأن يؤكد عقده من السلطان، فحال دون ذلك ابن الخطيب ومارى [4] السلطان عن ذلك بأنّ شياخة الغزاة مخصوصة بأعياص الملك من بني عبد الحق لمكان عصابتهم بالأندلس، فأخفق أمل سليمان حينئذ وحقدها على ابن الخطيب ورجع إلى مرسلة، ثم كانت نكبته أيام السلطان عبد العزيز فلم يخلص منها إلا بعد مهلكه، أطلقه أبو بكر بن غازي المستبدّ بالأمر من بعده، ليعتضد بمكانه على شأنه. فلما استبدّ الحصار على ابن غازي خرج عنه سليمان ولحق بالسلطان أبي العباس ابن المولى أبي سالم بمكانه من ظاهر البلد
[1] وفي نسخة ثانية: زغر بن فباحت علينا السموت.
[2] وفي نسخة ثانية:
فكم جدلس ذا الحسام الظبا وذو البخت لم خذلته البخوت [3] وفي نسخة ثانية: النكايات. [4] وفي نسخة أخرى: وثنى رأي السلطان.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 454