نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 62
عزل البرسقي عن شحنة العراق وولاية برتقش الزكوي
كان الخليفة المسترشد قد وقعت بينه وبين دبيس بن صدقة حروب شديدة بنواحي المباركة من أطراف غانة وكان البرسقي معه وانهزم دبيس فيها هزيمة شنيعة كما مرّ في أخباره وقصد غزنة صريخا فلم يصرخوه فقصد المنتفق وسار بهم الى البصرة فدخلوها واستباحوها وقتلوا سلمان نائبها فأرسل الخليفة الى البرسقي بالنكير على إهمال أمر دبيس حتى فتك في البصرة فسار البرسقي اليه وهرب دبيس فلحق بالافرنج وجاء معهم لحصار حلب فامتنعت فلحق بطغرل ابن السلطان محمد يستحثه لقصد العراق كما مر ذلك في أخبار دبيس وبقيت في نفس المسترشد عليه ولحق بها أمثالها فتنكر له وبعث الى السلطان محمود في عزله فعزله وأمره بالعود الى الموصل لجهاد الافرنج ووصل نائب برتقش الى بغداد وأقام بها الشحنة وبعث السلطان ابنا له صغيرا ليكون معه على الموصل وسار البرسقي به ووصل الموصل وقام بولايتها. بداية أمر بني آقسنقر وولاية عماد الدين زنكي على البصرة
كان عماد الدين زنكي في جملة البرسقي ولما أقطعه السلطان واسط بعث عليها زنكي فأقام فيها أياما ثم كان مسير البرسقي الى البصرة في أتباع دبيس فلما هرب دبيس عنها بعث البرسقي اليها عماد الدين زنكي فأقام بحمايتها ودفع العرب عنها ثم استدعاه البرسقي عند ما سار الى الموصل فضجر من تلوّن الأحوال عليه واختار اللحاق بأصبهان [1] فقدم عليه بأصبهان فأكرمه السلطان وأقطعه البصرة وعاد اليها سنة ثمان عشرة والله تعالى أعلم.
استيلاء البرسقي على حلب
لما سار دبيس الى الافرنج حرّضه على حلب وان ينوب فيها عنهم ووجدهم قد ملكوا مدينة صور وطمعوا في بلاد المسلمين وساروا مع دبيس الى حلب فحاصروها حتى جهد أهلها الحصار وبها يومئذ تأس بن [2] ابن ارتق فاستنجد بالبرسقي صاحب الموصل وشرط عليهم ان يمكنوه من القلعة ويسلموها الى نوابه وسار الى انجادهم فاجفل عنهم [1] وفي بعض النسخ: أصفهان. [2] كذا بياض بالأصل وفي الكامل ج 10 ص 623: حسام الدين تمرتاش بن ايلغازي بن ارتق.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 62