نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 415
مسير الصالح أيوب إلى دمشق أوّلا وثانيا وحصار حمص وما كان مع ذلك من الأحداث
ثم بعث الصالح عن حسام الدين الهدباني من دمشق وولى مكانه عليها جمال الدين بن مطروح ثم سار إلى دمشق سنة خمس وأربعين واستخلف الهدباني على مصر ولما وصل إلى دمشق جهز فخر الدين بن الشيخ بالعساكر إلى عسقلان وطبرية فحاصرهما مدّة وفتحها من يد الإفرنج ووفد على الصالح بدمشق المنصور صاحب حماة وكان أبوه المظفر توفي سنة ثلاث وأربعين وولّى المنصور ابنه هذا واسمه محمد ووفد أيضا الأشرف موسى صاحب حمص وقد كان أبوه إبراهيم المنصور توفي سنة أربع وأربعين قبلها بدمشق وهو ذاهب إلى مصر وافدا على الصالح أيوب وأقام بحمص ابنه مظفر الدين موسى ولقب الأشرف وجاءت عساكر حلب سنة ست وأربعين مع لؤلؤ الأرمني وحصروا مصر شهرين وملكوها من يد موسى الأشرف وأعاضوه عنها تل باشر من قلاع حلب مضافة إلى الرحبة وتدمر وكانتا بيده مع حمص وغضب لذلك الصالح فسار من مصر إلى دمشق وجهز العساكر إلى حصار حمص مع حسام الدين الهدباني وفخر الدين بن الشيخ فحاصروا مصر مدّة وجاء رسول الخليفة المستعصم إلى الصالح أيوب شافعا فأفرج العساكر عنها وولّى على دمشق جمال الدين يغمور وعزل ابن مطروح والله تعالى أعلم. استيلاء الإفرنج على دمياط
كانت إفرنسة أمّة عظيمة من الإفرنج والظاهر أنهم أصل الإفرنج وأنّ إفرنسة هي إفرنجة انقلبت السيز بها جميعا عند ما عربتها العرب وكان ملكها من أعظم ملوكهم لذلك العصر ويسمونه ريّ الإفرنس [1] ومعنى ريّ لغتهم ملك إفرنس فاعتزم هذا الملك على سواحل الشام وسار لذلك كما سار من قبله من ملوكهم وكان ملكه قد استفحل فركب البحر إلى قبرس في خمسين ألف مقاتل وشتى بها ثم عبر سنة سبع وأربعين إلى دمياط وبها بنو كنانة أنزلهم الصالح بها حامية فلما رأوا ما لا قبل لهم به أجفلوا عنها فملكها ريّ إفرنس وبلغ الخبر إلى الصالح وهو بدمشق وعساكره نازلة بحمص فكرّ راجعا إلى مصر وقدّم فخر الدين بن [1] كذا بالأصل: وأظنه يقصد بذلك ملك الفرنسيس واسمه بالفرنسية روادي فرانس.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 415