نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 311
استيلاء نور الدين صاحب الموصل على نصيبين
كان عماد الدين صاحب سنجار ونصيبين قد امتدّت أيدي نوابه بنصيبين الى قرى من أعمال الموصل تجاورهم وبعث اليه في ذلك مجاهد الدين قايمان صاحب دولة الموصل يشكو اليه نوابه سرّا من سلطانه نور الدين فلج عماد الدين في ادعاء انها من أعماله وأساء الردّ فأعاد نور الدين الرسالة اليه مع بعض مشايخ دولته وقد طرقه المرض فأجاب مثل الأوّل فنصح الرسول وكان من بقية الاتابك زنكي وعاد الى [1] فأغلظ له في القول واعتزم نور الدين على المسير الى نصيبين ووصل الخبر اثر ذلك بوفاة عماد الدين وولاية ابنه قطب الدين فقوي طمع نور الدين في نصيبين وتجهز لها في جمادى سنة أربع وتسعين وسار قطب الدين بن سنجر في عسكره فسبقه نور الدين الى نصيبين فلما وصل لقيه فهزمه نور الدين ودخل الى قلعة نصيبين مهزوما ثم أسرى منها الى حران ومعه نائبة مجاهد الدين برتقش وكاتبوا العادل أبا بكر بن أيوب يستحثونه من دمشق وأقام نور الدين بنصيبين حتى وصل العادل الى الجزيرة ففارقها الى الموصل في رمضان من السنة وعاد قطب الدين اليها وكان الموتان قد وقع عسكر نور الدين فمات كثير من أمراء الموصل ومات مجاهد الدين قايمان القائم بالدولة ولما عاد نور الدين الى الموصل وعاد قطب الدين الى نصيبين سار العادل الى ماردين فحاصرها أياما وضيق عليها ثم انصرف والله تعالى أعلم.
هزيمة الكامل بن العادل على ماردين أمام نور الدين صاحب الموصل وبني عمه ملوك الجزيرة
لما رحل العادل عن ماردين كما قدّمناه جر العساكر عليها للحصار مع ابنه الكامل وعظم ذلك على ملوك الجزيرة وديار بكر وخافوا أن ملكها يغلبهم على أمرهم ولم يكن سار من سار معه منهم عند اشتغاله بحرب نور الدين إلّا تقية لكثرة عساكره فلما رجع إلى دمشق وبقي الكامل على ماردين استهانوا بأمره وطمعوا في مدافعة وأغراهم بذلك الظاهر والأفضل ابنا [1] بياض بالأصل وفي الكامل ج 12 ص 133: فلما سمع الرسالة لم يلتفت وقال: لا أعيد ملكي، فاشار الرسول من عنده حيث هو من مشايخ دولتهم بترك اللجاج وتسليم ما اخذه، وحذّره عاقبة ذلك فأغلظ عليه عماد الدين القول وعرض بذم نور الدين واحتقاره فعاد الرسول وحكى لنور الدين جلية الحال، فغضب نور الدين وعزم على المسير الى نصيبين.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 311