نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 305
أغررتماني ثم صبح البلد وناشبه وركب أصحابه في المقاعد للقتال ونصب منجنيقا فلم يغن ونصب اليه من البلد تسعة ثم خرج اليه جماعة من البلد وأخذوه وكانوا يخرجون ليلا من البلد بالمشاعل يوهمون الحركة فخشي صلاح الدين من البيات وتأخر عن القصد وكان صدر الدين شيخ الشيوخ قد وصل من قبل الخليفة الناصر مع بشير الخادم من خواصه في الصلح بين الفريقين على اعادة صلاح الدين بلاد الجزيرة فأجاب على اعادة الآخرين حلب فامتنعوا ثم رجع عن شرط حلب الى ترك مظاهرة صاحبها فاعتذروا عن ذلك ووصلت رسل صاحب أذربيجان قرا ارسلان وأرسل صاحب خلاط شاهرين فلم ينتظم بينهما أمر ورحل صلاح الدين عن الموصل الى سنجار فحاصرها وبها أمير أميران [1] وأخوه عز الدين صاحب الموصل في عسكر ولقيه شرف الدين وجاءها المدد من الموصل فحال بينهم وبينها وداخله بعض أمراء الأكراد من الدوادية من داخلها فكبسها صلاح الدين من ناحيته واستأمن شرف الدين لوقته فأمنه صلاح الدين ولحق بالموصل وملك صلاح الدين سنجار وصارت سياجا على جميع ما ملكه بالجزيرة وولى عليها سعد الدين بن معين الدين أنز الّذي كان متغلبا بدمشق على آخر [2] طغركين وعاد فمرّ بنصيبين وشكا اليه أهلها من أبي الهيجاء السمين فعزله وسار الى حران بلد مظفر الدين كوكبري فوصلها في القلعة من سنة سبع وثمانين فأراح بها وأذن لعساكره في الانطلاق وكان عز الدين قد بعث الى شاهرين صاحب خلاط يستنجده وأرسل شاهرين الى صلاح الدين بالشفاعة في ذلك رسلا عديدة آخرهم مولاه سكر جاه وهو على سنجار فلم يشفعه [3] أخاه من ذلك وفارقه مغاضبا وسار شاهرين [4] الى قطب الدين صاحب ماردين وهو ابن أخته وابن حال عز الدين وصهره على بنته فاستنجده وسار معه وجاءهم عز الدين من الموصل في عساكره واعتزموا على قصد صلاح الدين وبلغه الخبر وهو مريح بحران فبعث عن تقي الدين ابن أخيه صاحب حمص وحماة وارتحل للقائهم ونزل رأس عين فخاموا عن لقائه ولحق كل [1] بياض بالأصل وفي الكامل ج 11 ص 487: وبها أمير أميران هندو أخو عز الدين صاحب الموصل. [2] بياض بالأصل وفي الكامل: واستناب بها سعد الدين بن معين الدين انز، وكان من أكابر الأمراء وأحسنهم صورة ومعنى. [3] بياض بالأصل، وفي الكامل: فأرسل اليه أخيرا مملوكه سيف الدين بكتمر الّذي ملك خلاط بعد شاه ارمن فأتاه وهو يحاصر سنجار يطلب اليه ان يتركها ويرحل عنها. وقال له. ان رحل عنها والا فتهدده بقصده ومحاربته فأبلغه بكتمر الشفاعة فسوفه في الجواب رجاء ان يفتحها فلما رأى بكتمر ذلك أبلغه الرسالة بالتهديد وفارق غضبان. [4] واسمه في الكامل شاه ارمن.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 305