نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 30
واجتمعت عليه النظامية وغيرهم فكثرت جموعهم وكان بركيارق بعد الظفر قد فرق عساكره لضيق الميرة ورجع دبيس بن صدقة الى أبيه وخرج بآذربيجان داود بن إسماعيل ابن ياقوتي فبعث لقتاله قوام الدولة كربوقا في عشرة آلاف واستأذنه أياز في المسير الى ولايته بهمدان ويعود بعد الفطر فبقي في قلة من العساكر فلما بلغه قرب أخيه محمد وسنجر اضطرب حاله وسار الى همذان ليجتمع مع أياز فبلغه انه قد راسل أخاه محمدا وأطاعه فعاد الى خوزستان ولما انتهى الى تستر استدعى ابن برسق وكان من جملة أياز فلم يحضر وتأخر فآمنه فسار نحو العراق فلما بلغ حلوان لحق به أياز وكان راسل محمدا فلم يقبله وبعث عساكره الى همدان فلحق بهمدان أياز وأخذ محمد محلة [1] أياز بهمدان وكانت كثيرا من كل صنف وصودر أصحابه [2] بهمدان بمائة ألف دينار وسار بركيارق وأياز الى بغداد فدخلها منتصف ذي القعدة من سنة أربع وتسعين وطلب من الخليفة المال للنفقة فبعث اليه بعد المراجعة بخمسين ألف دينار وعاث أصحاب بركيارق في أموال الناس وضجروا منه ووفد عليه أبو محمد عبد الله بن منصور المعروف بابن المصلحية [3] قاضي جبلة من سواحل الشام منهزما من الافرنج بأموال جليلة المقدار فأخذها بركيارق منه وقد تقدّم خبر ابن المصلحية في دولة العباسيين ثم بعث وزير بركيارق الأغر [4] بالمحاسن الى صدقة بن مزيد صاحب الحلة في ألف ألف دينار يزعم أنها تخلفت عنده من ضمان البلاد وتهدده عليها فخرج عن طاعة بركيارق وخطب لمحمد أخيه وبعث اليه بركيارق في الحضور والتجاوز عن ذلك وضمن له أياز جميع مطالبه فأبي الا ان يدفع الوزير واستمرّ على عصيانه وطرد عامل بركيارق عن الكوفة واستضافها اليه.
مسير بركيارق عن بغداد ودخول محمد وسنجر اليها
ولما استولى السلطان محمد وأخوه سنجر على همذان سار في اتباع بركيارق الى حلوان فقدم عليه هنالك أبو الغازي ابن ارتق في عساكره وخدمه وكثرة جموعه فسار الى بغداد وبركيارق عليل بها فاضطرب أصحابه وعبروا به الى الجانب الغربي ووصل محمد الى بغداد آخر سنة [1] وأخذ عسكر محمد ما تخلف للأمير أياز بهمذان (الكامل ج 10 ص 307) [2] كذا بياض بالأصل وفي الكامل: ونهبوا داره وصادروا جماعة من أصحابه وصودر رئيس همذان بمائة ألف دينار. [3] ورد اسمه في الكامل ابن صليحة [4] وهو الأغر أبو المحاسن الدهستاني
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 30