نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 277
السلطان مسعود من شواغله سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة سار الى بغداد عازما على قصد الاتابك وحصار الموصل فأرسل الاتابك يستعطفه ويستميله على أن يدفع اليه مائة ألف دينار ويعود عنه فشرع في ذلك وحمل منها عشرين ألفا ثم حدثت الفتنة على السلطان فاحتاج الى مداراته وترك له الباقي وبالغ هو في مخالصة السلطان بحيث ان ابنه غازي كان عند السلطان فهرب الى الموصل فبعث الى نائبها نصير الدين جقري يمنعه من دخولها وبعث الى ابنه بالرجوع الى خدمة السلطان وكتب الى السلطان بأن ابني هرب للخوف من تغيير السلطان عليه وقد أعدته الى الخدمة ولم ألفه وأنا مملوك والبلاد لك فوقع ذلك من السلطان أحسن المواقع ثم سار الاتابك الى ديار بكر ففتح طره واسعرد وحران وحصن الرزق وحصن تطليت وحصن ياسنه وحصن ذي القرنين وغير هذه وملك أيضا من بلاد ماردين [1] الافرنج حملين والمودن وتل موزر وغيرها من بلاد حصون سجستان وأنزل بها الحامية وقصد آمد فحصرها وسير عسكرا الى مدينة غانة من أعمال الفرات فملكها وللَّه تعالى أعلم. فتح الرها وغيرها من أعمال الافرنج
كان الافرنج بالرها وسروج والبيرة قد أضروا بالمسلمين جوارهم مثل آمد ونصيبين ورأس عين والرقة وكان زعيمهم ومقدّمهم بتلك البلاد جوسكين الزعيم ورأى الاتابك أنه يوري عن قصدهم بغيره لئلا يجمعوا له فوري بغزو ديار بكر كما قلناه و [2] جوسكين وعبر الفرات من الرها الى غزنة وجاء الخبر بذلك الى الاتابك فارتحل منتصف جمادى الاخيرة سنة تسع وثلاثين وحرّض المسلمين وحثهم على عدوّهم ووصل الى الرها وجوسكين غائب عنها فانحجز الإفرنج بالبلد وحاصرهم شهرا وشدّ في حصارهم وقتالهم ولج في ذلك قبل اجتماع الافرنج ومسيرهم اليه ثم ضعف سورها فسقطت ثلمة منه وملك البلد عنوة ثم حاصر القلعة وملكها كذلك ثم ردّ على أهل البلد ما أخذ منهم وأنزل فيه حامية وسار الى سروج وجميع البلاد التي بيد الافرنج شرقيا فملكها جميعا الا البيرة لامتناعها فأقام يحاصرها حتى امتنعت ورحل عنها والله سبحانه وتعالى أعلم. [1] هنا بياض بالأصل، ولم نعثر بالمصادر التي بين أيدينا على التصويب. [2] كذا بياض بالأصل، في جميع النسخ ولم نعثر في المراجع التي بين أيدينا على تصويب العبارة ومقتضى السياق.
فوري بغزو ديار بكر كما قلناه، وخدع جوسكين وعبر الفرات.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 277