نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 272
فعاد اليها ثم عاد الملك داود وجاء السلطان مسعود فنزل على بغداد وحاصرهم نيفا وخمسين يوما وارتحل الى النهروان ثم قدم عليه طرنطاي صاحب واسط بالسفن فرجع الى بغداد وعبر الى الجانب الغربي ثم اختلف العسكر ببغداد ورجع الملك داود الى ولايته بأذربيجان وافترق الأمراء الذين معه ولحق الراشد بالاتابك زنكي في نفر من أصحابه وهو بالجانب الغربي وسار معه الى الموصل ودخل السلطان مسعود الى بغداد منتصف ذي القعدة سنة ثلاثين واستقرّ بها وسكن الناس وجمع القضاة والفقهاء وعرض عليهم يمين الراشد بخطه بأنه متى جمع أو خرج لحرب السلطان فقد خلع نفسه فأفتوا بخلعه ثم وقعت الشهادات من أهل الدولة وغيرهم الى الراشد بموجبات العزل وكتبت وأفتى الفقهاء عقبها باستحقاق العزل وحكم به القاضي المعين حينئذ لغيبة قاضي القضاة بالموصل مع الراشد ونصب للخلافة [1] ابن المستظهر وجاء رسول الاتابك زنكي الى بغداد وهو القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوريّ وبايع [2] بعد أن ثبت عنده الخلع وانصرف الى الاتابك باقطاع من خاص الخليفة ولم يكن ذلك لأحد قبله وعاد كمال الدين الى الاتابك وحمل كتب الخلع فحكم بها قاضي القضاة بالموصل وانصرف الراشد عن الموصل الى أذربيجان كما مرّ في أخبار الخلفاء والسلجوقية والله تعالى ولىّ التوفيق.
غزاة العساكر حلب الى الافرنج
ثم اجتمعت عساكر حلب [3] مع الأمير أسوار نائب الاتابك زنكي بحلب في شعبان سنة ثلاثين وساروا غازين الى بلاد الافرنج وقصدوا اللاذقية على غرّة فنالوا منها وانساحوا في بسائطها واكتسحوها وامتلأت أيديهم من الغنائم وخربوا بلاد اللاذقية وما جاورها وخرجوا على شيرز وملئوا الشام بالاتراك والظهر ووهن الافرنج لذلك والله سبحانه وتعالى يؤيد بنصره من يشاء من عباده. [1] كذا بياض بالأصل وهو الأمير أبو عبد الله بن المستظهر (قبل الخلافة) ولقب بعد الخلافة المقتفي لأمر الله (الكامل ج 11 ص 42- 45) . [2] كذا بياض بالأصل وفي الكامل ج 11 ص 43: وبلغني ان السلطان مسعود أرسل الى الخليفة المقتفي لأمر الله في تقرير اقطاع يكون لخاصته فكان صوابه: ان في الدار ثمانين بغلا تنقل الماء من دجلة فلينظر السلطان ما يحتاج اليه من يشرب هذا الماء ويقوم به فتقرّرت القاعدة على ان يجعل له ما كان للمستظهر باللَّه، فأجابه الى ذلك. وقال السلطان لما بلغه قوله لقد جعلنا في الخلافة رجلا عظيما. [3] كذا بياض بالأصل، وفي الكامل: في هذه السنة في شعبان اجتمعت عساكر أتابك زنكي صاحب حلب وحماة مع الأمير أسوار نائبة بحلب وقصدوا بلاد الفرنج على حين غفلة.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 272