نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 268
أقطعه الحلة وبعث يسترضي فلم يشفعه وذكر الاتابك زنكي ان السلطان سنجر ولاه شحنة بغداد واستمرّ السلطان مسعود وأخوه سلجوق على المسير للقاء سنجر وكانت الهزيمة على مسعود كما مرّ فعاد المسترشد الى بغداد ونزل العباسيّة من الجانب الغربي ولقي الاتابك زنكي ودبيس على حصن البرامكة فهزمهما آخر رجب سنة ست وعشرين ولحق الاتابك بالموصل.
واقعة الافرنج على أهل حلب
وفي غيبة الاتابك زنكي سار ملك الافرنج من القدس الى حلب فخرج نائبها عن الاتابك زنكي وهو الأمير أسوار وجمع التركمان مع عساكره وقاتل الافرنج عند قنسرين وصابرهم ومحص الله المسلمين وانهزموا الى حلب وسار ملك الافرنج في أعمال حلب ظافرا ثم سار بعض الافرنج من الرها للغارة في أعمال حلب فخرج اليهم الأمير أسوار ومعه حسان التغلبي الّذي كان صاحب منبج فأوقعوا بهم واستلحموهم وأسروا من بقي منهم وعادوا ظافرين. حصار المسترشد الموصل
ولما وقع ما قدّمناه من وصول زنكي الى بغداد وانهزامه أمام المسترشد حقد عليه المسترشد ذلك وأقام يتربص ثم كثر الخلاف بين سلاطين السلجوقية واعتزلهم جماعة من أمرائهم فرارا من الفتنة ولحقوا بالخليفة وأقاموا في ظله فأراد الخليفة المسترشد أن ينتصف بهم من الاتابك زنكي فقدّم اليه بهاء الدين أبا الفتوح الاسقر ابن الواعظ وحمله عتابا أغلظ فيه وزاده الواعظ غلظة حفظا على ناموس الخلافة في معتقده فامتعض الاتابك لما شافهه به وأهانه وحبسه وأرسل المسترشد الى السلطان مسعود [1] على قصد الموصل وحاصرها لما وقع من زنكي ثم سار في شعبان سنة سبع وعشرين الى الموصل في ثلاثين ألف مقاتل فلما قارب الموصل فارقها الاتابك زنكي الى سنجار وترك نائبة بها نصر الدين جقري وجاء المسترشد فحاصرها والاتابك زنكي قد قطع الميرة عن معسكره فتعذرت الأقوات وضاقت عليهم الأحوال وأرادت جماعة من أهل البلد الوثوب بها وسعي بهم فأخذوا وصلبوا ودام الحصار ثلاثة أشهر وامتنعت عليه فأفرج عنها وعاد الى بغداد وقيل انّ مطر الخادم جاءه من بغداد وأخبره أنّ السلطان مسعودا عازم على قصد العراق فعاد مسرعا. [1] كذا بياض بالأصل وفي الكامل ج 11 ص 5: فأرسل المسترشد باللَّه الى السلطان مسعود يعرفه الحال الّذي جرى من زنكي ويعرفه انه على قصد الموصل وحصرها.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 268