نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 265
وأقاما عنده وبعث الحاجب صلاح الدين محمد الباغيسياني في عسكر اليهما فملك القلعة ورتب الأمور وولى ثم وصل عماد الدين بعده في محرّم سنة اثنتين وعشرين وملك في طريقه منبج من يد حسان ومراغة من يد حسن وتلقاه أهل حلب فاستولى وأقطع أعمالها للامراء والأجناد ثم قبض على قطلغ آية وأسلمه الى ابن بديع فكحله ومات واستوحش ابن بديع فلحق بقلعة جعفر مستنجدا بصاحبها وأقام عماد الدين مكانه في رياسة حلب علي بن عبد الرزاق وعاد الى الموصل والله أعلم.
استيلاء الاتابك زنكي على مدينة حماة
ثم سار عماد الدين زنكي لجهاد الافرنج وعبر الفرات الى الشام واستنجد تاج الملوك بوري بن طغركين صاحب دمشق فأنجده بعد التوثق باستحلافه وبعث عسكره من دمشق الى ابنه سونج وأمره بالمسير الى زنكي فلما وصلوا اليه أكرمهم ثم غدر بهم بعد أيام وقبض على سونج والأمراء الذين معه فاعتقلهم بحلب ونهب خيامهم وبادر الى حماة وهي خلو من الحامية فملكها وسار عنها الى حمص وصاحبها قيرجان بن قراجا معه في عساكره وهو الّذي أشار بحبس سونج وأصحابه فقبض عليه يظنّ أهل حمص يسلمون بلادهم اليه فامتنعوا وبعث اليهم قيرجان بذلك فلحق اليها فحاصرها مدّة وامتنعت عليه فعاد الى الموصل ومعه سونج بن بوري والله أعلم.
فتح عماد الدين حصن الاثارب وهزيمة الافرنج [1]
ولما عاد عماد الدين الى الموصل أراح عساكره أياما ثم تجهز سنة أربع وعشرين الى الغزو وعاد الى الشام فقصد حلب واعتزم على قصد حصن الاثارب وهو على ثلاثة فراسخ من حلب وكان الافرنج الذين به قد ضيقوا على حلب فسار اليه وحاصره وجاء الافرنج من انطاكية لدفاعه فاستغرغوا فتبعهم وترك الحصن وسار اليهم واستماتت المسلمون فانهزم الافرنج وأسر كثير من زعمائهم وقتل كثير حتى بقيت عظامهم ماثلة بذلك الموضع أكثر من ستين سنة ثم عاد الى حصن الاثارب فملكه عنوة وخرّبه وتقسم جميع من فيه بين القتل والأسر وسار الى
[1] قال ابو الفداء ومن الأماكن المشهورة بالشام: الاثارب بالهمزة المفتوحة والثاء المثلثة وألف وراء مهمل ة وباء موحدة.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 5 صفحه : 265