نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 4 صفحه : 597
(أخبار عضد الدولة في ملك عمان)
لما توفي معز الدولة كان أبو الفرج [1] بعمان، فسار عنها لبغداد وبعث إلى عضد الدولة بأن يتسلّمها فوليها عمر بن نبهان الطائي بدعوة عضد الدولة. ثم قتلته الزنج وملكوا البلد. وبعث عضد الدولة إليها جيشا من كرمان مع قائده أبي حرب طغان، وساروا في البحر وأرسوا على صحار وهي قصبة عمان، ونزلوا إلى البرّ فقاتلوا الزنج وظفروا بهم، واستولى طغان على صحار سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. ثم اجتمع الزنج إلى مدين رستان [2] على مرحلتين من صحار، فأوقع بهم طغان واستلحمهم وسكنت البلاد.
ثم خرج بجبال عمان طوائف الشّراة مع ورد بن زياد منهم، وبايعوا لحفص بن راشد، واشتدّت شوكتهم، وبعث عضد الدولة المظفّر بن عبد الله في البحر فنزل في أعمال عمان وأوقع بأهل خرخان [3] . ثم سار إلى دما على أربع مراحل، وقاتل الشّراة فهزمهم وهرب أميرهم ورد بن حفص إلى يزوا [4] ، وهي حصن تلك الجبال، ولحق حفص باليمن فصار فيه معلّما، واستقامت البلاد ودانت لطاعة عضد الدولة.
(اضطراب كرمان على عضد الدولة)
كان ظاهر بن الصنمد من الحرومية [5] ، وهي البلاد الحارة، قد ضمن من عضد الدولة ضمانات واجتمعت عليه أموال. ولما سار عضد الدولة إلى العراق وبعث وزيره المظهر بن عبد الله [6] إلى عمان خلت كرمان من العساكر، فطمع فيها ظاهر وجمع الرجال الحروميّة. وكان بعض موالي بني سامان من الأتراك واسمه مؤتمر [7] استوحش [1] هو ابو الفرج بن العبّاس وكان نائبا لمعز الدولة في عمان. [2] هكذا بالأصل وفي الكامل ج 8 ص 646: «ثم إن الزنج اجتمعوا الى بريم وهو رستاق بينه وبين صحار مرحلتان» . [3] حرفان: المرجع السابق. [4] نزوى: المرجع السابق ص 647. [5] طاهر بن الصّمّة من الجروميّة: ابن الأثير ج 8 ص 655. [6] المطهّر بن عبد الله: المرجع السابق. [7] يوزتمر: المرجع السابق.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 4 صفحه : 597