نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 4 صفحه : 442
مرحلة من سالوس وهي ثغر طبرستان فانهزم وقتل من أصحابه أربعة آلاف، وحصر الأطروش الباقين. ثم أمّنهم وعاد إلى آمد وسار إليهم الحسن بن القاسم العلويّ الداعي صهر الأطروش فقتلهم متعلّلا عليهم فأنه لم يحضر لعهدهم. واستولى الأطروش على طبرستان سنة إحدى وثلاثمائة أيام السعيد نصر، وخرج صعلوك إلى الريّ متعلّلا عليهم، ومنها إلى بغداد. وكان الذين أسلموا على يد الأطروش الديلم من وراء أسفيجاب [1] إلى آمد، فيهم شيعة زيدية. وكان الأطروش زيديّا، وخرجت طبرستان يومئذ من ملك بني سامان.
(انتقاض منصور بن إسحاق العم والحسين والمروروذي)
كان الأمير أحمد بن إسماعيل لما افتتح سجستان ولّى عليها منصور ابن عمّه إسحاق، وكان الحسين بن عليّ هو الّذي تولّى فتحها وطمع في ولايتها. ثم افتتحها ثانيا كما ذكرنا فوليا [2] سيجور الدواتي، فاستوحش الحسين لذلك، وداخل منصور بن إسحاق في الانتقاض، على أن تكون إمارة خراسان لمنصور والحسين بن علي خليفته على أعماله. فلما قتل الأمير أحمد انتقض الحسين بهراة، وسار إلى منصور بنيسابور فانتفض أيضا، وخطب لنفسه سنة اثنتين وثلاثمائة وسار القائد حمويه [3] بن علي من بخارى في العساكر لمحاربتهما، ومات منصور قبل وصوله. فلما قارب حمويه نيسابور سار الحسين عنها إلى هراة، وأقام بها. وكان محمد بن جند على شرطته [4] من مدّة طويلة، وبعث من بخارى بالنكير، فخشي على نفسه، وعدل عن الطريق إلى هراة فسار الحسين بن عليّ من هراة إلى نيسابور، بعد أن استخلف عليها أخاه منصورا فملك نيسابور، فسار إلى محاربته من بخارى أحمد بن سهل فحاصر هراة وملكها من منصور على الأمان. ثم سار إلى نيسابور فحاصر بها الحسين وملكها عنوة، وأسر الحسين سنة اثنتين وثلاثمائة. وأقام أحمد بن سهل بنيسابور وجاءه ابن [1] اسفيدروز: ابن الأثير ج 8 ص 82. [2] مقتضى السياق فوليها، وسيجور هو سيمجور كما في الكامل ج 8 ص 87. [3] حمويه بن علي: المرجع السابق. [4] بياض بالأصل وفي الكامل ج 8 ص 88: «وكان محمد بن حيد على شرطة بخارى مدة طويلة» .
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 4 صفحه : 442